عواصم (الاتحاد) 

تواصل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل أمس، مع تبادل الطرفين الهجمات؛ ففي حين شنت إسرائيل عدة هجمات على أهداف في إيران، ردت طهران بهجوم صاروخي واسع قالت إنه استهدف عشرات المواقع الإسرائيلية رداً على الهجمات التي طالت أراضيها ومنشآتها النووية والعسكرية.
وأكد الحرس الثوري الإيراني والتلفزيون الرسمي، إطلاق دفعات من الصواريخ الباليستية من طهران ومناطق غرب البلاد. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق صفارات الإنذار في مناطق متفرقة، مؤكداً أن دفاعاته الجوية تعمل على اعتراض الصواريخ الإيرانية، التي وصفها بأنها الموجة الخامسة والأكبر حتى الآن.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تسببت الهجمات الإيرانية في مقتل شخصين وإصابة 63 شخصاً على الأقل، كما لحقت أضرار كبيرة بتسعة مبان في ضاحية «رامات غان» بتل أبيب، وشوهد تصاعد للدخان في أجواء المدينة. 
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل تسعة علماء نوويين في الهجمات التي شنها على إيران فجر الجمعة.
من جهة أخرى، أشارت وكالة تسنيم أمس، نقلا عن مصادر إيرانية إلى مقتل ثلاثة علماء نوويين.
على الصعيد الدولي، أثارت الهجمات المتبادلة موجة من الاتصالات الدبلوماسية المكثفة بهدف احتواء الموقف ومنع تفاقم الأزمة؛ حيث بحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، الأزمة وتم التأكيد على ضرورة خفض التصعيد وضبط النفس، فيما أبدت واشنطن استعدادها للمشاركة في مساعي حل الأزمة. وشهدت الساحة الدبلوماسية الأوروبية تحركاً مماثلاً، حيث بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في اتصالات منفصلة مع ولي العهد السعودي، تطورات الأوضاع والحاجة الماسة لحل الخلافات بالوسائل الدبلوماسية.

كما تناول الرئيس الفرنسي الأمر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في حين بحثت رئيسة الوزراء الإيطالية سبل التهدئة مع السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان. إقليمياً، نشطت الاتصالات الدبلوماسية بشكل لافت؛ حيث شدد وزراء خارجية البحرين والأردن وقبرص والمغرب، على ضرورة وقف التصعيد ومواصلة المفاوضات الأميركية - الإيرانية بشأن الملف النووي. 
بدورها، دعت بغداد، أمس، طهران إلى مواصلة الحوار مع واشنطن حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي عليها.
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان: إن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أجرى أمس اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، أعرب خلاله عن إدانة العراق الشديدة للهجوم العسكري الإسرائيلي الذي استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكداً تضامن العراق مع إيران حكومةً وشعباً في مواجهة هذا التصعيد الخطير.
من جانبه، دان الأزهر الشريف، بأشد العبارات، الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معتبراً إياه انتهاكاً سافراً لسيادة الدول وتعدّيًا واضحًا على القانون الدولي، فضلًا عن كونه تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليمي والدولي.
وفي بيان صدر مساء أمس، أكد الأزهر أن سياسة الغطرسة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، تمثل أحد أسوأ أشكال الاحتلال في التاريخ الحديث، محذراً من أن هذه الممارسات تُنذر بمزيد من التوتر وتهدد بجرّ المنطقة إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
ودعا الأزهر المجتمع الدولي، والمؤسسات الأممية، وكافة الضمائر الحية، إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية، والتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق دول المنطقة وشعوبها، واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، وتفادي التصعيد حفاظاً على الأرواح والمقدّرات.