جريدة الإتحاد - 8/22/2025 12:21:21 AM - GMT (+4 )

بيت القصيد لراشد شرار يستدعي فينا على وجه السرعة، حلماً جميلاً، لبرنامج قديمه جديد يجدد العهد مع القصيدة، ويرفع النشيد عالياً، لقامة مرت على التاريخ وهي ترسم صورة الشاعر الإنسان، والإنسان الشاعر، الذي تفري الروح كلماته، ومحياه البهي مرآة لعالم يستعيد صياغة الجمال من ثيمة الفراشات، ومن فوح الزهرة، هي تبوح بجمال، له سمة الصحراء، ورائحة البحر، وترنيمة الجداول بين ضلوع النخل.
راشد شرار لا يلقي شعراً بل الشعر يقطفه من بين أغصان الكلمات، الكلمات تسميه راشداً، والنغم شرارة وجد عفوي يشرع الأبواب لنافلة الشوق، والتوق، ونحن العشاق، نحن والأشواق نتتبع هذه القافلة المحملة شعراً حقيقياً، لا فيه هنة، ولا غنة، بل النسيم يتسرب في وجداننا كلما طالعنا الفجر، وتنسمنا رائحة الشعر، بما فيه وبه وله وعليه من سمات القداسة، ونعيم المزايا التي لا يكررها التاريخ، بل لا تجرؤ العناوين أن تسرد بعضاً منها، ولا شيء، ولا جزء من الشيء، بل تفصيل لمواعيد اللقاء بين القصيدة وشاعر ملهم ببلاغة ما تبلغه القريحة ونبوغ ما تبدع به مخيلة مبدع مثل راشد الشعر، وشرار الجمرة الشعرية، ونحن ما بين الشعر والشاعر، لسان صدق يلهج بما يحسه، وما يتسرب في دمائه، من شرارات الكلمة، ووهج المعنى، ولهيب الموسيقى الشعرية، وقافية تنزل على الرمش مورد إحسان وتبجيل، وكلما أمعنت النظر في قراءة متأنية لبوح هذا الشاعر، راشد شرار، لمست في غضون الصوت، وتلافيف القصيدة ما يأخذني إلى زمن ملون كعيون امرأة كحلها من سواد رمشها، وموردها أنملة تخط اللون على رمش وجفن، أشعر دوماً بأن مثل هذا الشاعر لا يتكرر، لأنه لا يشبه إلا نفسه، ولأنه في قديمه جديد، وعافية حلم، يكبر تحت جفوننا، كما تكبر قصيدة الشعر عندما يكون الشاعر شاعراً من أولئك الذين يغزلون القصيدة من أهداب الشمس، ويحيكون نسيجها من رموش الحسن والجمال، وفتنة النظرات الملهمة.
المفردة في قصيدة راشد شرار أغنية ترقص على رمش غزالة، تلون العشب القشيب بأخضر الأمنيات، وما بين الرمش والرمش تبدو القصيدة ريانة بوجد شاعر، له في ترنيمة الأغصان أبيات بسمات الأجنحة البضة، وترف الحنايا، وبذخ المعروف في ضمير عاشق كأنه النسيم في ثنايا القصيدة، كأنه الحلم الزاهي في طوايا الشعر، فهو يكتب قراءه قبل أن يكتب القصيدة، ويضعهم في ديوان الحياة رفرفات طير عقيدته الحب، وهواه لحن حمامة جاشت نبوغاً في ترتيل الأغنيات على القمم الشم، وهنا نحن نحفظ للهوى تراتيل، ونسكب من رحيق التعب شهد التذوق لمنمنمات لونت حياتنا بأبيض الصفحات، ونصوغ الدفاتر تجلياً في مشاعرنا، أهازيج شاعر له في الوطن علم اسمه الشعر الجزيل، وله المدى نشيد النواصي العالية وشموخ الجبال، ورسوخ الجلال، وجليل المعاني.
راشد شرار عندما يلقي الشعر، فإنه يوشوش في المسامع، وينبئ السامعين عن ميلاد حالة شعرية، تحمل للعالم رسالة في مضمونها أن القصيدة عندما تولد من رحم المخيلة الشعرية، فهي بداية صرخة في ضمير العالم بأن الحب وحده يكفي لأن يجعل الحياة بحجم وردة عملاقة تضم السماوات والأرض، وتدور في فلكها النجوم والكواكب والأقمار. الحب وحده يكفي لأن يجعل العالم بلا خدوش، ولا نتوءات تشوه جمال الأرواح، والجملة المفيدة في الصحائف والكتب.
راشد شرار عندما يلقي شعراً، فإنه يسرد قصة الخلق الأول لميلاد الحب في أحشاء قصيدة عصماء لم يقلها غير أبي سعود، ولا تشبه سواه. في نهاية المطاف يبقى راشد شرار قصيدة تتسرب في ضمير الشعر.
إقرأ المزيد