مستقبل أفريقيا.. تحولات الطاقة والتكنولوجيا
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

=الطاقة النظيفة والابتكار الرقمي يرسمان ملامح المستقبل الأفريقي

=أفريقيا لا تستغل سوى أقل من 1% من إمكاناتها في الطاقة الشمسية

=التخلص من فقر الطاقة هدف استراتيجي للقارة بحلول 2030

=90 % من الكهرباء في كينيا تأتي من الطاقة المتجددة

=بين عامي 2018 و2023 خصصت الإمارات 80 مليار دولار للاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة بأفريقيا


الترابط الوثيق بين الذكاء الاصطناعي والطاقة كان محور مقال كتبه معالي الدكتورسلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ورئيس «كوب28»، أكد خلاله أن  الذكاء الاصطناعي  يمكنه المساهمة بدور مهم في تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وأوضح أيضاً قدرة  الذكاء الاصطناعي الهائلة على دعم جهود الحد من تداعيات تغير المناخ، وإعادة صياغة عمليات القطاعات الصناعية وتحسين منظومة النقل، ورفع كفاءة الطاقة، وخفض الانبعاثات على نطاق واسع. 
الذكاء الاصطناعي يحتاج كميات هائلة من الطاقة، ما يدفع باتجاه ابتكار مسارات جديدة للطاقة المتجددة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، هذه المعادلة أصبحت واقعاً يتعين على العالم كله التعامل معها بما فيه القارة الأفريقية، خاصة في ظل  توقعات مفادها أن سوق الذكاء الاصطناعي في أفريقيا سينمو بمقدار 3 أضعاف تقريباً بحلول عام 2030 ليصبح 16.5 مليار دولار من أصل 4.5 مليار دولار في 2025. 

  • مستقبل أفريقيا.. تحولات الطاقة والتكنولوجيا

آفاق واعدة في قطاع الطاقة
وبلغة الأرقام يعيش في أفريقيا 1.5 مليار نسمة من بينهم 600 مليون شخص لا يحصلون على الكهرباء، اللافت أن القارة السمراء لديها 60 في المائة من إجمالي الطاقة الشمسية العالمية، لكنها لم تحصل في عام 2024 إلا على 2 في المائة فقط من استثمارات العالم في اتلطاقة المتجددة.
وتشير مؤسسة «باور شفت أفريكا» إلى القارة الأفريقية تمتلك 19.3 مليون كيلو متر مربع أراض صالحة لمشروعات الطاقة الشمسية، وفي عام 2030 سيكون بمقدور القارة انتاج 190 جيجاوات من الطاقة الشمسية، وفي 2040 من المتوقع زيادة الطاقة الانتاجية لتبلغ 946 جيجاوات من مصدر متجدد، ما يسهم في تقليل الانبعاثات وتحفيز العمل المناخي بدول القارة.
وحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة في واشنطن، تنتج أفريقيا 13.6 مليون برميل نفط يومياً ومن المتوقع استمرار هذا المعدل حتى عام 2030.

دعوة «غوتيريش»
حاجة القارة السمراء إلى الابتكار التقني، خاصة تقنيات الذكاء الاصطناعي، ظهرت في 20 أغسطس الماضي، خلال كلمة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمام مؤتمر طوكيو الدولي التاسع للتنمية الأفريقية، حيث دعا إلى أن مسار أفريقيا نحو الازدهار ينبغي أن يركز على قيمة مواردها الخام، وخلق فرص عمل لائقة، والاستفادة من منطقة التجارة الحرة الأفريقية، ودعا إلى ضرورة تسخير الابتكار الرقمي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية، في ظل فجوة رقمية واسعة تعاني منها الشعوب الأفريقية. غوتيريش دعا أيضاً إلى خيارات تمويل مبتكرة لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي في الدول النامية. 

  • ارايانابا جاناردان، مدير إدارة البحوث والتحليل والمدير الأكاديمي بالإنابة، في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.
    ارايانابا جاناردان، مدير إدارة البحوث والتحليل والمدير الأكاديمي بالإنابة، في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.

أفريقيا هي آسيا القادمة
في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أكد د. نارايانابا جاناردان، مدير إدارة البحوث والتحليل والمدير الأكاديمي بالإنابة، في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، أن أفريقيا هي آسيا القادمة، فهي تزخر بفرص نمو واعدة. إن العوامل التي قادت التحول الاقتصادي في آسيا خلال العقود الثلاثة الماضية قد تكون ذاتها المحفزات التي ستمكّن أفريقيا من تحقيق نهضتها، خلال العقود الثلاثة المقبلة.
لدى جاناردان قناعة بأنه كما ازدهرت علاقات دولة الإمارات مع آسيا على مدار الخمس والعشرين سنة الماضية، فإننا على أعتاب مرحلة جديدة من الشراكة والتكامل مع أفريقيا في السنوات الخمس والعشرين القادمة.
إن التوقعات بارتفاع عدد سكان أفريقيا من 1.5 مليار نسمة اليوم إلى 2.4 مليار في عام 2050، وصولاً إلى 4.2 مليار بحلول عام 2100، تفتح آفاقاً واسعة للنمو الشامل في قطاعات تتقاطع مع أولويات ومصالح دولة الإمارات، من الأمن الغذائي والطاقة المتجددة إلى الابتكار والتبادل التجاري.
وأضاف جاناردان أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتع بمزايا استراتيجية فريدة تجمع بين رأس المال، والانفتاح التجاري، والبنية التحتية المتقدمة في مجالات الاتصال والتعاون والتكنولوجيا والمناخ. وتمثل هذه العوامل مجتمعة عناصر محورية لنمو القارة الأفريقية، ما يجعل من الشراكة بين الجانبين مزيجاً مربحاً للأطراف كافة في قطاعات حيوية تشمل الطاقة والبنية التحتية، والتجارة، والطيران، والرعاية الصحية، والضيافة، وتصنيع الأغذية، والموانئ، وغيرها.
وأوضح جاناردان أن الإمارات رسّخت مكانتها كأحد أبرز المستثمرين في أفريقيا، حيث بلغت استثماراتها نحو 110 مليارات دولار بين عامي 2018 و2023، منها 80 مليار دولار خُصصت لقطاع الطاقة المتجددة، في مؤشر واضح على التزامها بدعم التنمية المستدامة في القارة.
وأضاف جاناردان أن انخراط الإمارات في الاستثمار والتجارة يقدم نموذجاً مختلفاً تماماً عن المقاربات الغربية، التي غالباً ما ارتكزت على تقديم الدعم المشروط، وافتقرت في بعض الأحيان إلى الشفافية والمساءلة المطلوبة.
وحسب جاناردان تكمن أهمية هذه الشراكة أيضاً في كونها جزءاً من نهج أوسع يهدف إلى إيجاد حلول للتحديات الإقليمية، وتعزيز التعاون بين دول الجنوب، في وقت تتسارع فيه وتيرة نمو الاقتصادات الشرقية مقارنةً بالاقتصادات الغربية.

  • د.أحمد قنديل
    د.أحمد قنديل

الذكاء الاصطناعي وكفاءة الطاقة المتجددة
وأكد الدكتور أحمد قنديل، رئيس برنامج الطاقة، ورئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الترابط الوثيق بين الطاقة والذكاء الاصطناعي، ضمن واقع لا يقتصر على أفريقيا فقط، بل على العالم كله. وأضاف قنديل أن القارة تضم 54 دولة، ولكل منها ظروفها الخاصة، لكن الترابط بين الطاقة والذكاء الاصطناعي سيكون أحد عوامل تسريع الانتقال الأفريقي في مجال الطاقة. 
وتستطيع دول القارة استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة شبكات الكهرباء وخفض تكاليف التشغيل، ورفع كفاءة الطاقة المتجددة، خاصة وأن بعض دول القارة نجحت في تدشين محطات للطاقة الشمسية، كمصر والمغرب ومزارع للرياح في كينيا. 
وأشار قنديل إلى أن التقنيات الجديدة قادرة على تمكين المجتمعات الريفية في الحصول على الطاقة واستثمار فوائضها في تحسين الخدمات الاجتماعية خاصة بالمجتمعات الريفية، وفي هذا المجال تعد تنزانيا وكينيا من أكثر دول القارة توظيفاً للذكاء الاصطناعي في تسهيل حصول المجتمعات الريفية على الطاقة. 
ومن خلال الذكاء الاصطناعي يمكن إدارة منظومة الكهرباء بكفاءة، حيث نجحت دول شمال أفريقيا في توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الاستهلاك، ومن ثم التخطيط الاستراتيجي للطاقة. 
أسبوع الطاقة الأفريقي
منذ عام 2021 وأسبوع الطاقة الأفريقي (AEW) حدث سنوي تنظمه غرفة الطاقة الأفريقية، على أمل تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في جعل فقر الطاقة بحلول 2030 جزءاً من الماضي. وخلال أسبوع الطاقة يتم حشد قادة الطاقة الأفارقة والمستثمرين العالميين والمديرين التنفيذيين من القطاعين العام والخاص لمدة أربعة أيام من الحوار المكثف حول مستقبل صناعة الطاقة الأفريقية، ليصبح أسبوع الطاقة مؤتمراً تفاعلياً، ومعرضاً وحدثاً للتواصل، عبر حلقات نقاش ومنتديات للمستثمرين وقمم الصناعة، وفرص الاجتماعات الفردية، ويقود المناقشات التي ستعيد تشكيل مسار تنمية الطاقة في القارة السمراء. الإمارات شاركت في أسبوع الطاقة الأفريقي الذي استضافته مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا في الأول من أكتوبر الماضي، ودعت خلاله دول القارة للانضمام إلى التحالف العالمي لكفاءة الطاقة، الذي يهدف لتحسين كفاءة الطاقة إلى أكثر من 4 في المائة سنوياً بحلول 2030. التحالف يأتي في إطار مبادرة أطلقتها الإمارات في كوب 29، لحشد الممارسات الرائدة في تعزيز كفاءة الطاقة، ومشاركته مع الدول الأخرى خاصة أفريقيا.

  • أ.د. حمدي عبد الرحمن حسن
    أ.د. حمدي عبد الرحمن حسن

تحولات الطاقة والتكنولوجيا 
وعن أفريقيا في زمن التحول في مجال الطاقة والتكنولوجيا، أشار د. حمدي عبد الرحمن حسن، أستاذ العلوم السياسية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة زايد، وخبير الشؤون الأفريقية، إلى أن بعض الدراسات المستقبلية تقول إن القرن الحادي والعشرين سيكون قرناً أفريقياً وآسيوياً بامتياز. وتقف القارة عند نقطة فاصلة في مسيرتها نحو التنمية المستدامة، لا سيما في مجالي الطاقة والتكنولوجيا.
 ومن المرجح، حسب حمدي عبدالرحمن، أن يُعيد هذا التحول نحو الطاقة النظيفة والابتكار الرقمي رسم ملامح المستقبل الأفريقي في عالم يتجه نحو التعددية القطبية. وبالفعل برزت أفريقيا لاعباً أساسياً في الشؤون العالمية، حيث تمارس تأثيراً متزايداً في إعادة ترتيب الأولويات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية. وبفضل احتياطياتها الهائلة من المعادن الأساسية، وأسواقها سريعة النمو، ونفوذها الدبلوماسي المتنامي، تُرسّخ القارة أقدامها ركيزة أساسية للاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين.الطاقة المتجدد.. طفرة أفريقيةوأوضح حسن في تصريح خاص لـ«الاتحاد» أن قطاع الطاقة في أفريقيا يشهد تحولاً غير مسبوق، مدفوعاً بالحاجة المُلِحّة لتوسيع نطاق الوصول والاستخدام، وتحسين الأداء، والحد من الأثر البيئي.
ورغم استحواذها على 60% من موارد الطاقة الشمسية العالمية، إلا أن أفريقيا لا تستغل سوى أقل من 1% من إمكاناتها. وعليه تُعدّ الاستثمارات الكبيرة في الطاقة المُتجددة جوهر هذا التحول. على سبيل المثال تمثل كينيا قصة نجاح واعدة - حيث تنتج ما يقرب من 90% من الكهرباء الآن من مصادر الطاقة المتجددة والشبكات الصغيرة التي تعمل بالطاقة الشمسية لإضاءة المنازل الريفية. 
وأشار حسن إلى أن دول غرب أفريقيا مثل نيجيريا وغانا، تعمل على تنويع قطاعات الطاقة التي تعتمد على الوقود الأحفوري من خلال مبادرات الطاقة الشمسية، بينما تتجه جنوب أفريقيا، أكبر مصدر للانبعاثات في القارة، بنشاط بعيداً عن الفحم. وفي الوقت نفسه، تبني المغرب ومصر بعضاً من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، ما يُظهر إمكانات أفريقيا قوة دافعة للطاقة المتجددة. 
وأوضح حسن أن هذه الطفرة في البنية التحتية الخضراء من الطاقة الكهرومائية تمتد من موزمبيق إلى مزارع الرياح في السنغال، ما يشكل اتجاهاً قارياً مدفوعاً ليس فقط بالمسؤولية البيئية، ولكن أيضاً بالضرورات الاقتصادية الملحة. إذ ُتتيح مصادر الطاقة المتجددة لأفريقيا فرصةً لتزويد المجتمعات الريفية بالطاقة الكهربائية، وتوفير ملايين فرص العمل، وتحفيز الصناعة المحلية، لا سيما في ظل ثروتها من المعادن الاستراتيجية مثل الليثيوم والكوبالت.
 واستنتج عبدالرحمن أنه بفضل السياسات الناجعة والتعاون الإقليمي والاستثمار الدولي المتزايد - مثل دعم بنك التنمية الأفريقي، وشراكة مجموعة السبع في مجال البنية التحتية -بصبح الطريق نحو تحوّل عادل ومستدام في مجال الطاقة الخضراء ممهدا. ويتوقع الخبراء أنه بحلول عام 2035، يمكن أن تكون 65% من طاقة أفريقيا متجددة، وقد تصل إلى 95% بحلول منتصف القرن. ولا يخفى أن هذه المبادرات ليست معزولة، بل هي جزء من التزام أوسع نطاقاً على مستوى القارة بالطاقة النظيفة، مدعوماً باستراتيجيات إقليمية مثل أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 وأهداف التنمية المستدامة.

التحول التكنولوجي: القفزة الرقمية والابتكار 
من جهة أخرى، يعكس المشهد التكنولوجي في أفريقيا تحولات مماثلة. فقد شهدت القارة تحولاً رقمياً سريعاً، حيث أصبح العلم والتكنولوجيا والابتكار الآن محوراً أساسياً في أجندتها التنموية. وقد دفعت استراتيجية الاتحاد الأفريقي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار متوسط القدرات التكنولوجية في الدول الأعضاء من 25% إلى 41% خلال العقد الماضي. ولعل من أبرز قصص النجاح الكبرى «سافانا السيليكون» في كينيا، حيث أصبحت نيروبي مركزاً عالمياً للتكنولوجيا المالية، إذ أحدثت خدمة M-Pesa، وهي منصة مالية رقمية تعتمد على الهواتف المحمولة، ثورة في المدفوعات الرقمية والشمول المالي. قُدِّرت قيمة هذا القطاع بنحو 7.18 مليار دولار أميركي في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 18.24 مليار دولار أميركي بحلول عام 2032. وعلى صعيد آخر استخدمت شركة «زيبلاين»، من خلال شراكتها مع الحكومة الرواندية، طائرات بدون طيار لتوصيل الإمدادات الطبية إلى المناطق النائية، ما أدى إلى سد فجوات الرعاية الصحية، وإبراز قدرة أفريقيا على إيجاد حلول قائمة على التكنولوجيا.

الحاجة إلى استثمارات محلية ودولية 
ويرى حسن أنه على الرغم من هذه التطورات، فإن الطريق ليست مفروشة بالورود، حيث تواجه تحولات أفريقيا في مجالي الطاقة والتكنولوجيا عقبات كبيرة: لا تزال العديد من المناطق الريفية تفتقر إلى خدمات الكهرباء والإنترنت. كما أن هناك نقصاً في المهارات المتخصصة وحاجة إلى سياسات فعّالة لدعم التبني المسؤول للتقنيات الحديثة، وخاصة الذكاء الاصطناعي.ومن جهة ثالثة يتطلب توسيع نطاق الطاقة المتجددة والبنية التحتية الرقمية استثماراً مستداماً، محلياً ودولياً، وتلك هي المسألة!
 إن واقع التنمية في أفريقيا في عام 2025 يتسم- على حد قول حسن- بتقدم ملحوظ وطموح غير خاف. فالقارة لا تكتفي باللحاق بالركب فحسب، بل إنها في العديد من المجالات تتجاوز النماذج القديمة، وتبتكر حلولاً من خارج الصندوق مصممة خصيصاً لتحدياتها الفريدة. وعليه فإن التقاء التوسع في الطاقة النظيفة والابتكار الرقمي يوفر مساراً نحو نمو شامل ومستدام.
ومع ذلك، لتحقيق هذه الإمكانات على أكمل وجه، يجب على الحكومات الأفريقية والجهات الفاعلة في القطاع الخاص والشركاء الدوليين مضاعفة استثماراتهم في البنية التحتية والمهارات والأطر التنظيمية. كما يُعدّ الشباب الأفارقة، ذوو الخبرة التقنية العالية، مصدر قوة، إذا ما مُنحوا الأدوات والفرص المناسبة.
واستنتج حسن أن التحولات في الطاقة والتكنولوجيا لا تقتصر على مواكبة العالم فحسب، بل تشمل أيضاً إرساء معايير جديدة للتنمية المستدامة والشاملة. فلدى القارة إمكانات أفريقيا تطلق لها العنان نحو مستقبل أفضل بشكل غير مسبوق، والسنوات القادمة تحمل في طياتها وعوداً أكبر لسكان القارة البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة.

  • الدكتورة ليلى رحال
    الدكتورة ليلى رحال

استثمار التقنيات الجديدة
وفي تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أكدت الدكتورة ليلى رحال، مؤسسة منصة «أنا أفريقيا» أن شعوب القارة تتطلع للحاق بركب التقدم العالمي، عبر استثمار التقنيات الجديدة في بناء مستقبل مشترك لجيل جديد، خاصة  في عصر أصبحت التكنولوجيا فيه كالهواء، وقائداً جديداً لمسيرة التنمية المستدامة، وعاملاً ضرورياً لرقمنة الخدمات الحكومية، وتطوير قطاعات الصحة والتعليم وتأهيل الكوادر البشرية، وتحسين جودة الحياة.
 وأوضحت رحال أنه لا تزال بعض الدول الأفريقية بحاجة إلى بنية تحتية رقمية جديدة تواكب طفرة االذكاء الاصطناعي، وهذه الدول تحتاج تطوير شبكات الاتصال وشبكات الانترنت خاصة بالمناطق الريفية. وأضافت رحال بأن دول القارة تحتاج إلى منصات كبيرة للتحويلات المالية، منصات محلية أفريقية متخصصة في تقديم الخدمات المالية Fintech، وأبدت رحال تفاؤلها بطفرة الذكاء الاصطناعي في أفريقيا، إذا ما تم تأهيل جيل قادر على استيعاب الطفرة التقنية حتى يتم تمكينه لاحقاً من قيادة التنمية، وبالتالي الحد من هجرة العنصر البشري الأفريقي، خاصة عندما يتم خلق الوظائف وتحفيز الشباب، والنهوض بالرعاية الصحية والتعليم، وتدشين أجيال جديدة أكثر إيماناً بالوطن. 



إقرأ المزيد