جريدة الإتحاد - 11/7/2025 10:38:20 PM - GMT (+4 )
اكتشف باحثون من جامعة تورو (Touro University) أن أداة ذكاء اصطناعي تمكنت من تحديد خطر الانتحار الذي فشلت أدوات التشخيص التقليدية في اكتشافه، وفق دراسة نُشرت في مجلة Journal of Personality Assessment.
وأظهرت النتائج أن النماذج اللغوية الضخمة (LLMs)، وهي أنظمة ذكاء اصطناعي تعالج اللغة البشرية وتحللها، تُعد واعدة في التنبؤ بالأشخاص المعرّضين لمحاولة الانتحار.
وقال الدكتور يوسف سوكول، المؤلف الرئيسي للدراسة: "من الصعب للغاية التنبؤ بمن قد يحاول الانتحار، ما يجعل من الصعب معرفة من يجب مساعدته ومتى يجب التدخل".
← اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة الخلايا السرطانية
قيود التقييمات التقليدية
تعتمد الأدوات الحالية لتقييم خطر الانتحار غالباً على استبيانات يجيب عنها المشاركون بأنفسهم، لكنها تفتقر إلى العمق والدقة ولا تعكس التجارب الفردية، كما أن كثيرين يترددون في الإجابة بصراحة عن الأسئلة المتعلقة بالانتحار.
وأوضح سوكول أن فريقه يسعى إلى تطوير طرق لتقييم الخطر دون طرح أسئلة مباشرة، من خلال تحليل اللغة التي يستخدمها الأفراد عند الحديث عن أنفسهم.
وقد استخدم الباحثون نموذجاً لغوياً لتحليل مفهوم الاستمرارية مع الذات المستقبلية (Future Self-Continuity)، أي مدى شعور الشخص بالارتباط بين حاضره ومستقبله، وهو عامل نفسي أساسي يرتبط بوضوح الهوية وصحة التوجه الذاتي.
← أداة ذكاء اصطناعي تكشف 9 أنواع من الخرف بفحص واحد
نتائج دقيقة
اعتمد الفريق البحثي على نموذج الذكاء الاصطناعي Claude 3.5 Sonnet لتحليل إجابات صوتية على 15 سؤالاً تحدث فيها المشاركون عن أنفسهم ومستقبلهم. وشملت العينة 164 شخصاً، من بينهم 93 أبلغوا عن أفكار انتحارية خلال العام الماضي.
وطُلب من المشاركين تقييم احتمالية إقدامهم على محاولة انتحار مستقبلية بمقياس من 1 إلى 7.
وأظهر النموذج قدرة على رصد أنماط لغوية لا تلتقطها الأساليب التقليدية، مثل: مدى ترابط الشخص أثناء حديثه عن مستقبله، نبرة صوته العاطفية، مستوى التفاصيل التي يقدمها.
وقال سوكول: "استطعنا الحصول على قياس أكثر دقة لاستمرارية الذات المستقبلية، وكان النموذج أفضل في التنبؤ بما إذا كان الأشخاص يعتقدون أنهم قد يحاولون الانتحار".
← ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون
استخدامات محتملة
بيّن الباحثون أن الدراسة قاست التنبؤ بالخطر الذاتي لا المحاولات الفعلية، لكن إدراك الشخص لخطر انتحاره يُعد مؤشراً مهماً للسلوك المستقبلي.
ويمكن توظيف هذه التقنية في المستشفيات وخطوط الأزمات وجلسات العلاج النفسي، إذ يمكن للمعالج طرح بضعة أسئلة فقط لتوليد تقييم فوري للمخاطر.
كما يمكن للنماذج اللغوية أن تُسهم في رصد اضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب والقلق، والتي قد تكون أسهل في الكشف عنها من خطر الانتحار.
واختتم سوكول قائلاً: "قد يكون الانتحار من أصعب الحالات في الاكتشاف، لكنه أيضاً الأهم، لأن القدرة على اكتشافه تعني إنقاذ حياة".
أمجد الأمين (أبوظبي)
إقرأ المزيد


