جريدة الإتحاد - 11/7/2025 11:49:38 PM - GMT (+4 )
من خلال إطلاق مبادرة «مستقبل الصحة- مبادرة عالمية من أبوظبي»، تُرسّخ إمارة أبوظبي مكانتها الرائدة كمركز عالمي لصناعة مستقبل الرعاية الصحية. وقد أُطلقت هذه المبادرة بتوجيهات من سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وهدفها تحويل «أسبوع أبوظبي العالمي للصحة» من مجرد فعالية سنوية إلى منصة عالمية دائمة للحوار والتعاون والابتكار في قطاع الصحة على مدار العام.
ويعكس هذا التطور التزام أبوظبي الراسخ ببناء منظومة عالمية مترابطة، تجمع بين الأفكار والمعرفة والاستثمار والعمل المشترك، بهدف تطوير حلول عملية تُحدث فرقاً حقيقياً في جودة حياة الأفراد والمجتمعات حول العالم.وتهدف أبوظبي، من خلال هذه المنصة الدائمة، إلى توحيد الجهود العالمية بين قادة القطاع الصحي وصُنّاع السياسات وروّاد التكنولوجيا والمستثمرين ومؤسسات العمل الخيري. ويرمي هذا التضافر إلى تصميم وتمكين وتوسيع نطاق الحلول الصحية المبتكرة التي تضمن مستقبلاً أكثر صحة واستدامة للجميع.
وترتكز المبادرة على مكانة أبوظبي الرائدة في مجال ابتكار الرعاية الصحية وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتُركّز على أربعة محاور رئيسية تشكّل ركائز مستقبل الصحة العالمي، وهي: «الحياة الصحية المديدة والطب الدقيق»، و«مرونة واستدامة أنظمة الرعاية الصحية»، و«الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي»، و«الاستثمار في علوم الحياة». ويُعد هذا التركيز دليلاً على الرؤية الاستشرافية للإمارة في معالجة التحديات الصحية العالمية.
ولضمان تحقيق أهدافها الطموحة، تعتمد مبادرة «مستقبل الصحة» على تحالف قوي من الشركاء المؤسسين، يضم مجموعة من المؤسسات الصحية والعلاجية، للمساهمة في دعم المنصة وتطوير برامجها طويلة الأمد، لتكون هذه المؤسسات نواة لتحالف عالمي يقود التأثير الصحي المستدام. وسيتم تتويج هذه الجهود بانعقاد قمة مستقبل الصحة في أبوظبي، والتي ستُقام في مركز «أدنيك» خلال الفترة من 7 إلى 9 أبريل 2026. وستكون الحدث السنوي الرئيسي الذي يجمع القادة وصُنّاع القرار والخبراء من مختلف أنحاء العالم، لتجسيد التعاون العالمي من أجل مستقبل صحي أكثر استدامة.
والحاصل أن هذه المبادرة تتجاوز حدود الفعاليات التقليدية، حيث تهدف من خلال برامجها وشراكاتها إلى تحقيق أثر فعلي قابل للقياس. ويشمل ذلك تطوير حلول مبتكرة لأبرز التحديات الصحية، وإجراء أبحاث استشرافية، وتنظيم حوارات عالمية دورية تُعزز التعاون بين القطاعات المختلفة، بالإضافة إلى إصدار تقارير ودراسات دولية ترصد أبرز التحولات في المشهد الصحي العالمي. وقد أكد معالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة– أبوظبي، أن المبادرة هي «دعوة مفتوحة للتعاون العالمي على مدار العام، من أجل بناء مستقبل صحي مستدام»، مشيراً إلى التزام أبوظبي بقيادة الجهود الرامية إلى توحيد الرؤى وتكامل الجهود عبر توظيف التكنولوجيا والسياسات والشراكات.
وفي الواقع، فإن إطلاق «مستقبل الصحة» يأتي امتداداً طبيعياً لمسيرة إنجازات أبوظبي في دعم قطاع الصحة العالمي، حيث رسّخت الإمارة مكانتها كمحرّك أساسي للتعاون الدولي. ففي السنوات الماضية، استقطبت فعالياتها أكثر من 500 متحدث من نحو 100 دولة، واستقبلت أكثر من 25,000 مشارك من الخبراء والمبتكرين. كما أسهمت الإمارة في إطلاق إعلان الصحة المديدة والطب الشخصي الدقيق، وأسست أحد المراكز العالمية الأربعة لتوزيع اللقاحات. ومن المهم التأكيد في هذا السياق على أنه من أجل ترجمة رؤيتها إلى نتائج ملموسة، ستعمل المبادرة على دفع المشاريع العلمية والممارسات السريرية الرائدة في طب الحياة الصحية المديدة، من خلال دمج أحدث الأبحاث في علم الجينوم والتشخيص الدقيق، بما يُسهم في تعزيز جودة حياة الإنسان.
إن مبادرة «مستقبل الصحة» هي دعوة مفتوحة للتعاون العالمي على مدار العام، وهي منصة تجمع العقول المبدعة والشركاء العالميين لتحويل الرؤى والالتزامات إلى إنجازات واقعية. وتؤكد أبوظبي، من خلال هذه المبادرة، التزامها بقيادة الجهود الرامية إلى توحيد الرؤى وتكامل الجهود، لتكون مركزاً عالمياً يقود الابتكار في قطاع الصحة، ويضع الإنسان في صميم منظومته، لضمان حياة صحية مديدة للجميع.
* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
إقرأ المزيد


