جريدة الإتحاد - 11/15/2025 12:23:42 AM - GMT (+4 )
معالي أحمد خليفة السويدي، قامة التاريخ الجميل، وفاصلة رائعة في جملة الوطن الاسمية، أبدع في الصدق، أبدع في العطاء، أبدع في رسم الشخصية الكاريزمية المنتقاة من وشم صحراء، قاماتها شامخة، وقيمها راسخة، وأحلامها تحملها شخصيات ذات رونق، ومهارة في البذل والجهد. السويدي شخصية لم تكن طارئة في الحياة السياسية، والاجتماعية والثقافية، بل هو شخصية أيقونية، ذات مقومات شعرية أسست للكلمة معجمها الرائد في النقش على صدر الوطن.
اليوم يكرم السويدي، من يد لها في المكرمات سجايا، وفي تكريم النجباء طوايا، وهو يُقلَّد بميدالية وسام الإبداع الثقافية، إنما الوطن من أقصاه إلى أقصاه، يُكرَّم، وتُرفع هامته، لأن السويدي لم يكن في يوم من الأيام شخصية فردية بل هو شخصية عامة، هو ثروة وطنية، غنية عن التعريف، ثرية بمقومات المعرفة، وحروف التعريف جاءت لهذا القيم المقام من واقع تاريخ زاخر بالاستنارة، وتنوير المعطى الثقافي، بما تحتاجه الإمارات، ويتمناه المواطن والمقيم، فالسويدي عندما يُكرَّم، فإن التكريم يرتفع بمستوى قامة هذه الشخصية التاريخية، والتي أسست للإمارات تاريخ نهضة وتطور، ووسعت للأحلام فناء وسع كرسيه الجغرافيا، وما نطقت به الموجة من بياض.
رحلة السويدي مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته، هي الصور الجلية بما تعنيه الكلمة، من رفقة في السياسة، ورفقة في الثقافة، وكانت القصيدة حاضرة في مجلس القيم العالية التي اتسمت بها تلك الرفقة، والتي على أساسها نهضت أحلام وطن تعاون رجاله الأفذاذ على رسم لوحة فنية جديدة لأرض امتدت جغرافيتها من شعم حتى الرويس، وهذه هي الملحمة التي نشأت على أثرها القصيدة الوطنية التي كتبها زايد الخير وقرأها الجميع.
اليوم ونحن نتأمل شخصية السويدي، نقرأ التاريخ، وحروفه الناصعة، سطرها هذا الشهم النبيل، برفقة رجال من رعيله، وبقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأنعم عليه بجنات الخلد.
هذا الوجه الحضاري للإمارات، هو الذي أنتج هذا الوجه الإنساني لرجل مثل أحمد خليفة السويدي، رجل المراحل الصعبة، وهي البدايات، والتي تحتاج إلى أسوار تصد الرياح، وتمنع أسنان الرماح، وتفضي بالوطن إلى باحات تفتح على المدى أسرار النجاح.
واليوم والقيادة الرشيدة، تكرم الكرماء، وتمد للأفق وعياً إماراتياً فريداً في تقاسم رغيف المحبة جيلاً بعد جيل، وهذه هي سمة العظماء، هذه شيمة النبلاء الذين ترتفع الهامات بهم، وبهم يسطع نور الوطن في كل مكان. هذه فريدة من فرائد القيادة الإماراتية التي لا تشبه إلا نفسها، عندما يقف قائد ليكرِّم من كرّم الوطن بقيمه، وأخلاقه، وفكره، وطن العز والعطاء، شكراً جزيلاً.
إقرأ المزيد


