جريدة الإتحاد - 11/18/2025 12:18:37 AM - GMT (+4 )
جميلة هذه القرية التي تنام في حضن الجبال، مساحة تتنوع فيها المساكن وكأنها بستان مسيّج بالتلال والجبال الفريدة من مدخل القرية، والتي تبدأ بعد بوابة الدخول، إلى حتا ومصفوت، ثم إلى الحدود الغربية والعُمانية، التي تحميها جبال صلبة. حزام من الصخور الجبلية كثيرة الثقوب والحفر العجيبة، ذات اللون البني، المائل إلى اللون الفاتح، والمختلف عن تلك الجبال العالية، المحيطة بمنطقة حتا ومصفوت، في حضن تلك المساحة الجميلة، تظهر بعض مزارع النخيل والمساكن الشعبية، يخترقها طريق مستقيم يسير بمحاذاة تلك التلال الجبلية المليئة بالثقوب، فريدة التكوينات، تبدو للزائر الجديد شكلاً جميلاً من الجبال، التي مرّ بها وهو يقطع ذلك الطريق الجبلي الطويل من الساحل إلى حتا.
شتاء هذه المنطقة يبدو مختلفاً عن شتاء الساحل، تنخفض درجات الحرارة في المساء، ويكون الليل جميلاً ومبهجاً، يخيم السكون والهدوء، وتظهر جمالية الليل، الذي يمضي دون ضجيج المدينة. هنا تقترب من ذاتك وتحلِّق في فضاء تستطيع فيه أن تُعدَّ النجوم ويمكنك أن ترحل مع القمر، وتنعم براحة النفس والبال. في صباحات هذه القرية، تُشرق الشمس من خلف الجبال ويأتي الدفء، اختلاف كبير بين المساء والصباحات الدافئة، الشتاء هنا هو الأجمل والأروع، واضح الاختلاف وبقوة عن شتاء الساحل، وهدير البحر وبرودة ريح الشمال.
مزيرع.. العش الدافئ في الشتاء بالنسبة لي، أزورها دائماً، ولا أجد لها بديلاً، خاصة في هذا الفصل الجميل يبدأ للتو. يخيل لي أن هذه الجبال التي تحيط بها كأنها حدوة حصان، جبال جميلة ومختلفة في تكويناتها، هذه الثقوب في الصخور التي تشبه الدوائر، أخالها صورة لعملات ثمينة في ذلك الثوب القديم الذي كانت ترتديه الجدات والأمهات في الماضي. شعور بالطمأنينة والسلام في حضن قرية تزدان بالمزارع والنخيل وتحميها الجبال. منذ زمن بعيد وأنا أكرر الحضور إلى القرية الجميلة، الآن ازدان المكان وكبرت القرية ونمت فيها الحياة أكثر، كل شيء أصبح أجمل وأروع. من اسم القرية ودلالته يأتي الجواب (مزيرع) وكأننا نقول: إن في هذا المحيط الواسع من حتا إلى مصفوت والأماكن الكثيرة، تبرز منطقة جميلة ورائعة، وكأنها المزرعة أو البستان، قد تكون في قديم الزمان مزرعة صغيرة حملت اسمها ووجودها ونعتت بهذا الاسم (مزيرع) ولكن الآن هي مزرعة كبيرة وبستان جميل.
إقرأ المزيد


