شاب بـ«كندورة وكاب»
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

هذه مساحة لسرقة ابتسامة أولاً، ومحاولة تلمس مواطن الوجع بلطف ثانياً، أحياناً تتعبنا الضحكات، وتضحكنا المواجع، مساحة للتطواف والتأمل، سواء بوجع أو ابتسامة: 
-  صدّر الفرنسيون الكثير للعالم، وفرضوا أشياء من حضارتهم وإرثهم في ثقافات العالم، ومن بين تلك الأشياء كلمة «مادموزيل» التي سادت منذ زمن طويل، وفرضت نفسها على لغات وقواميس شعوب العالم، لتكون جزءاً من حديث الطبقات المخملية والنبلاء، وفي أبجديات آداب العالم، «مادموزيل» كلمة كانت تفرح النساء اللاتي يطلق عليهن الرجال تلك الكلمة، حيث يشعرن بفخر من نوع آخر، وظل الكثير من النساء حتى بعد أن يصلن سن اليأس، يرفضن كلمة «مدام» ويفضلن عليها كلمة «مادموزيل» التي تعني الشابة الصغيرة التي لم تتزوج بعد، ولكن حال اليوم ليس كحال الأمس، فقد حان للمجتمع الفرنسي الجديد أن يغير قناعاته مع تزعم الجمعيات النسائية الداعمة لحرية النساء، وفرض حقوقهن، وإلغاء التفرقة بينهن وبين الرجال، بإلغاء كلمة «مادموزيل» من التعامل الرسمي، ومحوها من أمام حالة المرأة، والاكتفاء بلقب «سيدة» أسوة بحالة الرجل التي لا توجد إلا خانة واحدة هي «السيد، مستر، مسيو، سنيور»، بعض المفاهيم تتمرد عليها المجتمعات، ولو كانت مصدر فخر وفرح طوال السنين الطويلة، «مادموزيل» ستبقى الآن فقط بين دفتي قاموس «لاروس» الفرنسي، وفي مخيلة بعض العجائز المتصابيات!
-  صديق عراقي خفيف الظل والدم، زارنا لأول مرة، وتعجب من الإمارات، وقال مداعباً: «أنتم البلد الوحيد الذي يعلم أولاده ويطببهم بالمجان، ويدفع علاوة اجتماعية على ولادتهم، ويزوجهم ويدفع لهم المهر وتكاليف الفرح، ويدفع رواتب للطلبة وهم يدرسون في الجامعة، ويمنحهم العمارات، والفلل، والمزارع، ويدعم تسويقها، ويدعم الكهرباء والماء، ويتكفل بديون المعسرين، وعندكم الأمن والأمان، ولا تشيلون هماً، ما تقولون لي: «ليش عندكم أربع إذاعات تشكون، وتشتكون بيها يومياً؟! ما أقول: إلا مالت على حظنا المصخمّ»!
-  تضحكني بعض المؤسسات الثقافية والتي في الغالب تتعامل مع التكنولوجيا بيد مرتجفة، وبعدم محبة واضحة، وتظل تحنّ لأيام الفاكس والورق الخوالي، فإذا كان عندهم نشاط، فسيبعثون لك رسالة، وتتبعها رسالة، وعند المغرب رسالة مماثلة، وبعدها بدقائق رسالة مشابهة، وحالهم يقول: «يا أخي يمكن ما وصلت الرسالة الأولى»!
-  هل هناك جهة تشرف وتجيز الأعمال التذكارية، التي يقتنيها السياح الغربيون، والتي يفترض أنها تمثل البيئة المحلية وتقاليدها ومظاهرها، وإلا المسألة تجّار ويستوردون من الصين، وسواح يشترون ما يعتقدون أنه يمثلنا؟ الحديث ليس عن شماغ أحمر، وخناجر مختلفة عن خناجر أهل الدار، ولكن «تشويهات لرموز ومعطيات محلية»، مثل: «ماغ» مرسوم عليه امرأة تلبس برقعاً، وعلى رأسها وقاية «وسمة»، وتدوخ «قدو»، هذا بدل ما تسوق على رأسها «قضمة ثمام»، أو تحمل على خاصرتها «إيّحلة أو جربة ماء» أو تتأبط سِعّناً قديماً، وعليه قس.. هناك أشياء تبدو صغيرة، ولكنها كبيرة في عيون الحريصين! مثلما يصدّرون الآن نمطية صورة الإماراتي الجديد؛ شاب بكندورة وكاب!



إقرأ المزيد