جريدة الإتحاد - 11/26/2025 9:46:43 AM - GMT (+4 )
كلّ عامٍ ودولة الإمارات قيادةً وشعباً ومقيمين بخيرٍ وسلام، فبعد أيام قليلية يأتي يوم تتجدد فيه معاني الفخر والولاء، وتزهو فيه القلوب بحب هذا الوطن المعطاء. إنه عيد الاتحاد، يومُ المجد الذي جمع القلوب قبل الحدود، ووحّد الحلم ليصنع واقعاً يليق بعظمة دولة الإمارات وإنسانيتها.حبُّ الوطن إحساس يسكن القلب قبل أن ينطقه اللسان، وفي دولةٍ مثل الإمارات العربية المتحدة يتحوّل هذا الإحساس إلى عملٍ وعطاءٍ وإنجاز. هذه الأرض الطيبة، التي حباها الله خيراتٍ وفيرة، احتضنت شعباً وفياً وقيادةً آمنت بأن الكرامة تُصنع بالوحدة، وأن العزَّ يُبنى بالعمل، وأن الخير يظل ما دام العطاء مستمراً.
ومن ترابها الطاهر ورؤية قيادتها الحكيمة بزغ فجر الاتحاد، ومن فكر زايد الخير انطلقت مسيرة الرفعة التي حوّلت الصحراء إلى جَنّةٍ خضراء، وجعلت الوطن منارةً للمجد والإلهام.
وفي الثاني من ديسمبر 1971 تحقّق حلم الوحدة عندما اجتمع حكّام الإمارات لإرساء دولة اتحادية قوية. كان ذلك اليوم ميلاد وطنٍ جديدٍ برؤية واضحة ومبادئ راسخة، فالاتحاد لم يكن مجرد اتفاق سياسي، بل انطلاقة لمسيرة بناء وهوية وطنية جمعت القلوب قبل أن توحّد الأرض.
وجاءت رؤية القادة، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- لتجعل الوحدة جسراً للنهضة والتقدّم. وبعزيمته تحولت الصحراء إلى واحات خضراء تنبض بالحياة، وامتزجت فيها الأصالة بالحداثة. وأسهمت مشروعاته في الزراعة والتشجير وحماية البيئة في ترسيخ نموذج إماراتي متوازن بين التنمية والإنسان والطبيعة.
واليوم تؤكد الإحصاءات استمرار هذا النهج، إذ تعتزم دولة الإمارات زراعة 100 مليون شجرة مانغروف بحلول عام 2030، وتغطّي سواحلها ما يزيد على 183 كيلومتراً مربعاً من هذه الغابات الحيوية، إلى جانب جهود داخلية واسعة لزراعة مئات آلاف الأشجار، مثل 216500 شجرة في دبي وحدها عام 2024 وفق بلدية دبي. إنه امتداد حيّ لإرث الشيخ زايد الذي جمع بين الأصالة والحداثة، والتنمية الاقتصادية والحفاظ على الطبيعة.
ولم تقتصر النهضة على العمران، بل شملت بناء الإنسان وتعزيز مكانة الدولة عالميّاً، ففي مؤشرات القوة الناعمة لعام 2025، جاءت الإمارات ضمن أفضل عشر دول في العالم بفضل إنجازاتها في الثقافة والتعليم والدبلوماسية والسياحة، إذ استقبلت دبي وحدها أكثر من 18.7 مليون زائر دولي في عام 2024، في دليل على جاذبية الدولة ومكانتها العالمية. كما رسّخت دولة الإمارات نهج التنويع الاقتصادي، فقللت الاعتماد على النفط، ووسّعت آفاقها في التكنولوجيا والطاقة المتجددة والخدمات، حتى أصبحت مركزاً عالميّاً للابتكار.
وفي مؤشر قياس أثر القوى الناعمة Global Soft Power Index لعام 2024، حلت دولة الإمارات بالمرتبة العاشرة عالمياً، والأولى في الشرق الأوسط بنتيجة بلغت 57.7 نقطة.
ويأتي يوم الاتحاد كل عام ليجدد في القلوب مشاعر الفخر والانتماء، إذ يعبّر فيه الجميع عن حبهم للوطن بالاحتفالات والعروض والألوان الوطنية التي تزيّن كل زاوية من أرض الإمارات، في مشهد يجسد عمق التلاحم بين القيادة والشعب.وبعد أكثر من خمسين عاماً على تأسيسها، تقف دولة الإمارات شامخةً بين الأمم، تجمع بين الأصالة والطموح، وبين العطاء والتميّز. إنها قصة وطنٍ آمن بأن الحب والعمل يصنعان المعجزات، فكتب في كل يومٍ فصلاً جديداً من فصول المجد والارتقاء والازدهار.
*كاتبة إماراتية
إقرأ المزيد


