جريدة الإتحاد - 11/27/2025 1:06:16 AM - GMT (+4 )
العين (وام)
احتفى برنامج «ليالي الشعر: الكلمة المغنّاة»، أبرز فعاليات مهرجان العين للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية من 24 إلى 30 نوفمبر الجاري، بسيرة الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بوصفه شخصية وطنية بارزة لها إنجازات عظيمة في مجال الإعلام والثقافة، إذ كرّمت الأمسية، التي أقيمت أمس في قصر المويجعي، مسيرته كمبدعٍ اعتنى بالشعر والتراث الشعبي، وترك بصمة خالدة في حفظه وتوثيقه.واستضافت الأمسية الإعلامي أحمد بن خلف البدواوي والشعراء محمد الشريف، وسلطان بن خليف الطنيجي، والباحث محمد سيف الرميثي، بمشاركة المطرب خالد محمد والفنان الإيقاعي عبدالله البلوشي، وشهدها حضور غفير بينهم شعراء كبار في ميدان الشعر الشعبي، وشخصيات ثقافية عامة.
وفي الكلمة الافتتاحية، أكد سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، أن الحدث يحتفي بالكلمة المكتوبة وروحها عبر الشعر الذي يشكّل ذاكرة المكان وصوته الأصيل. وأشار إلى أن برنامج «ليالي الشعر: الكلمة المغناة» يطلُ في دورته الرابعة تحت شعار «من العين يُغنّى القصيد»، حاملاً عبق القصيدة الإماراتية، باعتباره ساحة نابضة بالحياة تعيد وصل الفن بالوجدان، وتبرز التناغم بين الموروث والإبداع.
وأوضح أن البرنامج يكرم ثلاثة من الشعراء الكبار في هذا الموسم، وهم: الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، والشيخ الدكتور هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان، والشاعر حمد بن سهيل الكتبي، رحمهم الله.
وقال إن النسخة الحالية، المنسجمة مع إعلان العام 2025 عام المجتمع، تستعيد الدور الاجتماعي للشعر، مع استضافة أكثر من 30 شاعراً من الإمارات ودول الخليج لإحياء أمسيات قصر المويجعي بأنماط الأداء الشعبي مثل التغرودة والونة والمنكوس، وفتح المجال أمام المواهب الناشئة للمرة الأولى، لافتاً إلى أن برنامج «ليالي الشعر: الكلمة المغناة» يعكس مفهوم الصناعات الثقافية والإبداعية، ويرسّخ حضور اللغة العربية في نفوس الأجيال، ويرحّب بالجمهور في ليالٍ تفيض شعراً وتزهر إبداعاً.
واستعرض المشاركون في الأمسية مواقف الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وإنجازاته كشخصية وطنية بارزة عملت بصمت وبصيرة وحنكة، وتركت بصمة راسخة في مسيرة دولة الإمارات، إذ ارتبط اسمه بالثقافة والفروسية والتراث، وكان نموذجاً للقائد الذي يجمع بين الروح الإماراتية الأصيلة والرؤية الحضارية المتقدمة، ولا تزال بصماته حاضرة في مؤسسات الدولة، ومشهدها الثقافي.
وتحدث الشاعر محمد بن هاشم الشريف،، مؤكداً أن الشيخ سلطان من أهمّ الأصوات الشعرية التي عاصرت الكثير من لحظات الوطن مشيراً إلى دوره في تأسيس نادي تراث الإمارات، ومكتب شؤون الإعلام، الذي تحول لاحقاً إلى مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، وأسهم في تسليط الضوء على ثقافة الأجداد، ونذر حياته للحفاظ على الهوية الإماراتية، مشيداً بمواقفه الإنسانية النبيلة، وحرصه على التواصل مع الشعراء والمثقفين واهتمامه بهم، ومتابعة أدق التفاصيل في المسابقات والمناسبات.
وأكد الباحث محمد سعيد الرميثي، أحد مؤسسي نادي تراث الإمارات، والذي يعدّ مرجعاً في الدراسات الأدبية والتراثية، اهتمام الراحل الكبير بالتراث سواء البري أو البحري، إذ كان يعتني، رحمه الله، بالتفاصيل، ويحرص على السباق البحري والمحامل، تنفيذاً لوصية والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيّب الله ثراه، بأن يقيم المسابقات المختلفة للمحامل، كما كان يهتم بإقامة مهرجان سباق الإبل في سويحان، وكان يحرص على مشاركة الجميع من خلال وضع شروط تكفل لهم ذلك بسهولة.
واستهل الشاعر سلطان بن خليف الطنيجي، مقدم برامج الشعر في تلفزيون الوسطى، حديثه عن الشيخ سلطان بن زايد الإنسان والقائد، بإلقاء قصيدة تنوه بإنجازاته قبل أن يتطرق إلى مجموعة من أبيات الشيخ سلطان، والتي تعكس قوّة المفردات، وأسلوبه المميّز.
واستعرض الفنان خالد محمد أبو ذياب،، اهتمام الشيخ سلطان بالشعراء والفنانين، وقال: «كان رحمه الله يقيم المهرجانات السنوية للشعر، ويختار الأغاني بنفسه، ويشجع على القصائد الشعبية والتراثية والوطنية، ويحمسنا على إبداع أجمل الألحان، فكان متذوقاً وناقداً للشعر، وكان يشجعنا ويدفعنا دوماً للأمام بروحه الإيجابية». وشهدت الأمسية إلقاء قصائد للراحل من قبل المشاركين، من بينهم الشاعر سلطان بن خليف الطنيجي، كما أمتع الفنان خالد الحضور بغناء قصيدة «حافظ عليك ويعل ربي يخليك»..
إقرأ المزيد


