جريدة الإتحاد - 11/27/2025 2:18:17 AM - GMT (+4 )
أحمد مراد (غزة)
يشهد قطاع غزة دماراً هائلاً طال مئات الآلاف من المباني السكنية وشبكات الطرق الرئيسية والفرعية، مما فاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للسكان بشكل بالغ الخطورة.
وأكد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن اللائق بلاكريشنان راجاغوبال أن الجيش الإسرائيلي يمارس «مجزرة مساكن» في قطاع غزة، حيث يواصل هدم المنازل بذَرائع واهية.
وقال راجاغوبال في تصريحات صحفية: «إن ما يحدث في غزة خلال الهدنة يشكّل جزءاً من جريمة الإبادة الجماعية، إذ إن الاحتلال، ورغم سريان وقف إطلاق النار في غزة، يواصل القتل وهدم المنازل ومنع وصول المساعدات الإنسانية بالقدر الكافي، ولم تنفذ أي من بنود الهدنة بشكل فعلي».
وأضاف أنه «كان ينبغي إنشاء جهة تراقب انتهاكات الهدنة وتتحمّل مسؤولية محاسبة الأطراف في حال خرقها، إذ إن الوضع الحالي لا يختلف كثيراً عما كان عليه قبل توقيع الهدنة، باستثناء توقف الغارات الجوية الواسعة، بينما يستمر القتل والهدم وعرقلة وصول المساعدات».
وأشار في تصريحاته إلى أن أوضاع النازحين في غزة «كارثية للغاية»، مؤكداً أن أكثر من 288 ألف أسرة فلسطينية تفتقر إلى المأوى المناسب.
وبحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد المباني المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع بلغ أكثر من 190 ألف مبنى، منها أكثر من 100 ألف مبنى دُمر بالكامل، مما أدى إلى نزوح أكثر من مليون فلسطيني واضطرارهم للعيش في مخيمات.
وفيما يتعلق بشبكة الطرق، أفادت بلدية غزة بأن شبكة الطرق الرئيسية والفرعية، البالغة نحو 900 كيلومتر، تعرضت لأضرار جسيمة، وبلغت نسبة الأضرار الكلية 42%، في حين بلغت الأضرار الجزئية 14%، بينما سجلت الأضرار الطفيفة نسبة 38%.
وقال الباحث في المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات، الدكتور خليل أبو كرش: إن غزة تشهد أوضاعاً معيشية شديدة التعقيد، جراء التدمير، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل بالغ الخطورة، حيث أصبح الوصول إلى المأوى الآمن والخدمات الأساسية أكثر صعوبة، إضافة إلى إعاقة حركة الإسعاف والمساعدات الإنسانية، وهو ما خلف تداعيات إنسانية مؤلمة، انعكست على حياة مئات الآلاف من الأسر الفلسطينية وسبل عيشها، وفاقمت الحاجة الملحة إلى الدعم والإغاثة.
وأضاف أبو كرش، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن فترة الحرب على غزة شهدت عملية تدمير ممنهجة من أجل تحويل مختلف مناطق القطاع إلى بيئة غير قابلة للحياة، مما خلق أرضية خصبة لفرض مخطط التهجير، إذ إن تدمير مقومات الحياة الأساسية يرفع تكلفة إعادة البناء إلى مستويات كبيرة.
وفي السياق، أوضح الخبير في الشؤون الفلسطينية وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، أن الحرب الإسرائيلية على غزة أسفرت عن دمار واسع امتد ليطال غالبية المباني السكنية وشبكة الطرق، مما أدى إلى تدهور كبير في الظروف المعيشية والإنسانية، لا سيما بعدما أصبحت مناطق واسعة داخل القطاع غير قابلة للسكن.
وذكر الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن قطاعي الإسكان والبنية التحتية يُعدان من أكثر القطاعات التي تعرضت لأضرار جسيمة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، التي أدت إلى تقويض مقومات الحياة الأساسية، داعياً إلى تحرك فوري من القوى الإقليمية والدولية والوكالات الأممية والإغاثية من أجل إعادة إعمار المنازل وتأهيل الطرق المدمرة.
إقرأ المزيد


