جريدة الإتحاد - 11/28/2025 9:23:28 PM - GMT (+4 )
العين (الاتحاد)
ناقشت جلسة استضافتها كليات التقنية العليا، ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، أثر التكنولوجية المتطوّرة على واقع الثقافة الراهن، وكيف يمكن للتقنيات المتقدّمة أن تحافظ على القصص القديمة، وتعيد تقديمها للأجيال الجديدة بلغة العصر.
ومهّدت الجلسة، التي حملت عنوان «الذكاء الاصطناعي والحفاظ على الثقافة: من الماضي إلى المستقبل»، وأدارتها عائشة التميمي، طالبة في كليات التقنية العليا، الطريق لحوار مليء بالتساؤلات حول مستقبل الذاكرة الإماراتية، وطرحت أسئلة متعلّقة بكيفية بقاء التراث حياً من دون أن يفقد روحه، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد إحياء الروايات الشفهية، ويقدمها للأجيال بطريقة تحافظ على أصالتها.
وأكدت الدكتورة هدى الشامسي، رئيس قسم المواد العامة في كليات التقنية العليا، أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة مهمة في حفظ الموروث الثقافي، سواء عبر تحويل القصص القديمة إلى محتوى بصري تفاعلي، أو من خلال دعم المعاهد التراثية في إنشاء منصات رقمية توثق المفردات والقصص الشعبية.
وأشارت إلى أهمية تعاون المجتمع عبر زيارات لكبار المواطنين لجمع الروايات الأصلية، ثم بناء منصات وطنية تحفظ هذه المادة وتوثقها، وفق معايير دقيقة تضمن صحة المعلومات.
وأوضحت الشامسي أن الخوارزميات قوة مؤثرة، لكنها قد تقدم معلومات غير دقيقة إذا لم يتحقق المستخدم من مصادرها. وذكرت أن بعض التطبيقات تقدم محتوى غير صحيح عن التراث الإماراتي، ما يجعل الوعي أمراً أساسياً في التعامل مع التقنية، وأكدت أن النصوص التي ينتجها الذكاء الاصطناعي تفتقد إلى المشاعر والتجارب الإنسانية، مشيرة إلى أن الكاتب الحقيقي ينقل إحساسه وتجربته التي لا يمكن للخوارزميات أن تحاكيها.
وعرضت الشامسي نموذج «رمستنا» للباحثة لمياء الشامسي، الذي بدأ كمجموعة «واتساب» لجمع الكلمات القديمة، ثم تحول إلى منصة رقمية تقدم فيديوهات قصيرة تعرف بالمفردات الإماراتية وتشرحها باللغة العربية الفصحى. وبيّنت أن هذا المشروع يعكس قدرة الشباب الإماراتي على المزج بين التقنية والتراث بأسلوب بسيط وفعّال، يضمن وصول المحتوى إلى جمهور واسع.
وتوقعت الشامسي أن يكون تأثير الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة إيجابياً إذا رافقه وعي معرفي، فالتقنية يمكن أن تعزز الهوية الوطنية، وتسهم في نشر المحتوى الثقافي العربي، وتدعم تعليم اللغة العربية عبر أدوات ذكية متقدمة، إضافة إلى تطوير منصات تحفظ القصص الشعبية للأجيال الجديدة.
إقرأ المزيد


