جريدة الإتحاد - 9/24/2024 12:07:39 AM - GMT (+4 )

إنه جمهور رياضة من نوع نادراً ما يحظى بشهرة كبيرة أو تغطية إعلامية واسعة، وقد احتشد مشجعوه للتفرج على منافسات بطولة أوروبا الحادية عشرة لسائقي «الترام» في فرانكفورت بألمانيا، حيث يتنافس سائقو «الترام» وهم يقودون العربات التي تنقلهم عبر مسارات مليئة بالعقبات والتحويلات، وذلك بغية اختبار مهاراتهم واكتشاف غرائزهم وإظهار شجاعتهم، وامتحان دقتهم.
و«الترام» أو «الترامواي» هو أحد أشكال وسائل النقل العام في المناطق الحضرية وضواحيها الريفية، وهو عبارة عن قطارات نقل خفيفة تعمل على مسارات السكك الحديدية داخل المدن وفي الشوارع بجوار السيارات، وقد توجد لها مسارات بعيدة عن السيارات، لكنها عامةً تستخدم خطوط السكك الحديدية المجهزة بقضبان. ويتم تنظيم سير «الترام» بالاعتماد على وجود نقاط توقف ثابتة «محطات» على طول خطوط السكة الحديدية الكهربائية. وغالباً ما تكون مركبات «الترام» أخف وزناً وأقصر طولاً من القطارات، وأقل سرعة، ومع ذلك فالاختلافات بين وسائل النقل المختلفة عبر السكك الحديدية تكاد تكون غير واضحة. ويمكن القول بأن معظم مركبات «الترام» في وقتنا الحالي تعمل بالطاقة الكهربائية، فيما يعمل القليل منها بوقود الديزل، لا سيما في المناطق والبلدات الريفية.
وكما تفيدنا الموسوعة العالمية «ويكيبيديا»، فقد استخدمت مركبات «الترام» في أوائل القرن التاسع عشر، وكانت تجرها الخيول والبغال في بداية الأمر، قبل أن يتوسع استخدامها مع اختراع المحركات البخارية التي كانت أساس الثورة الصناعية في ذلك القرن. وقد ظهر «التروماي» البخاري لأول مرة في معرض شيكاغو الدولي عام 1883، لكن الانتشار الأوسع للترام ظل في أوروبا. وخلال فترة ما بين الحربين العالميتين، أثَّر ظهور المحركات الحرارية على «الترام»، وقلل من دوره، إذ بدأت الحافلات تستحوذ على حصة ملحوظة في سوق النقل، علاوة على نمو السيارة الشخصية كما هو الحال في الولايات المتحدة على سبيل المثال.
وشهد «الترام» انتعاشاً في أوروبا منذ ثمانينيات القرن الماضي، إذ بدأ يشكل بديلاً للسيارة والحافلة بسبب الزحام داخل المدن بصفة خاصة. وها هي أوروبا، وفاءً للترام ورغبةً في تطوير خطوطه ومحطاته، تنظم منافسةً دوريةً لبطولة سائقيه، بغيةَ شحذ مهاراتهم والارتفاع بمستوى أدائهم! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)
إقرأ المزيد