لماذا الأسرة؟
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

«أعوام الإمارات» تقليد إماراتي بامتياز، ابتكرته قيادتنا الرشيدة، منذ العام 2015، ليحمل في كل سنة عنواناً جديداً ملهماً بالعمل الجماعي والسلوك الإيجابي، ويربط كل من يعتبر الإمارات وطناً له بالأولويات الوطنية.
كان لافتاً، في هذه المرة، أن تتم تسمية العام الجديد خلال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، حيث جاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن يكون 2026 عام الأسرة.
قد يتساءل البعض: لماذا الأسرة تحديداً؟ ولماذا خلال الاجتماعات الحكومية؟ ولهم نقول: إن «الأسرة»، في الرؤية الإماراتية، تشير في نموذجها المصغر إلى روح إجماعنا على الوطن والقيادة وجوهر الاتحاد والبيت المتوحد، وإلى تلك الرؤية الحكيمة لقيادة هذه البلاد التي تؤمن بأن مجتمعنا أحد أبرز مكامن قوتنا، ومن ثم فإنه محور الاهتمام ومحلّ التركيز.
ولا يخفى على ذي لبّ أن الأسرة هي الأساس في المنظومة المجتمعية المتكاملة القوية والمزدهرة والمستدامة والقادرة على الإسهام بفاعلية في مسيرة التنمية المستدامة بمختلف القطاعات، ولذلك جاءت التوجيهات خلال «الاجتماعات الحكومية»، لتقول للجميع: إن الخطط الحكومية في دولة الإمارات لا تنفك بأي حال عن البعد الاجتماعي، الأمر الذي تشير إليه كل السياسات والمبادرات والمشاريع، ومنها تلك التي تعنى بالأسرة وتعزيز نموها، وآخرها إنشاء وزارة للأسرة.
اللافت أيضاً أن التوجيهات السامية لم تقف عند تسمية «عام الأسرة» بل دعت جميع القطاعات من الصحة إلى التعليم والإسكان والاقتصاد والإعلام وغيرها للقيام بدورها في هذا الشأن، من خلال دعم مبادرات الدولة وخططها، وتعزيز الوعي بأهمية الأسرة في الخطاب الوطني ولدى أفراد المجتمع.
وسرعان ما تم تشكيل فريق عمل وطني يضم أكثر من 20 جهة حكومية اتحادية ومحلية تعنى بموضوع نمو الأسرة، من خلال التركيز على ثلاثة مسارات تشمل: «السياسات والبرامج» و«التدخلات السلوكية» و«الصحة الإنجابية»، فيما نتوقع في الفترة المقبلة توالي المبادرات في هذا الصدد.
مع عام الأسرة، تترسخ قناعتنا بأننا نعيش في دولة جعلت «الأسرة» محور اهتمامها، واعتبرت استقرارها وتماسكها حجر الأساس في المجتمع، والركن الأهم في مسيرة التقدم والنماء.
وبتسمية 2026 عام الأسرة، فإننا على يقين بأن بلادنا تواصل مسيرتها بثقة، وتتوخّى كعادتها مصلحة أبناء مجتمعها، وتعبّر عن قناعتها بأنهم سرّ قوّتها، وثقتها بأنهم جديرون بجني ثمار رؤيتها النابعة من تجربتها وخصوصيتها وروح إجماعها.
كل الامتنان لقيادتنا الرشيدة التي تؤمن بأن الاستثمار الحقيقي يبدأ من داخل البيت، حيث الأسرة الواعية والمترابطة أقوى أدوات التمكين الوطني.



إقرأ المزيد