جريدة الإتحاد - 9/18/2025 12:20:48 AM - GMT (+4 )

بطريقة مرضية جداً، قصت الأندية الإماراتية الثلاثة الموجودة في سباق الأبطال «النخبة» شريط البدايات، بأن تفادت ثلاثتها الخسارة التي تثبط العزائم، وبأن تمكن ناديان من الثلاثة من الحصول على العلامة الكاملة في نزالات هيتشكوكية، تدل على ذلك مخرجاتها الفنية والتكتيكية.
قضت قرعة الجولة الأولى أن تبدأ الأندية الثلاثة، شباب الأهلي، الشارقة والوحدة السفر نحو عوالم الدهشة، من معاقلها بالإمارات، وكان من الضروري استثمار هذا المعطى بتحصيل النقاط الأولى التي تغني الرصيد، وترفع على الخصوص مؤشر الثقة بالقدرة على محاكاة أندية تمرست لزمن طويل بأجواء الأبطال.
ربما كان شباب الأهلي المستثنى الكبير من البدايات المثالية، عندما لم يفلح في تحصيل ما كانت المباراة تعطيه إياه بيد كلها سخاء، واكتفى بتعادل ظاهره يقول إن النقطة أفضل من لا شيء، لكن باطنه حسرة على أن زملاء جويلرمي بالا، لم يستثمروا على نحو جيد تفوقهم العددي لما يزيد على أربعين دقيقة بعد طرد لاعب تراكتور الإيراني، صحيح أنهم عادلوا النتيجة، إلا أنه مع حجم الاستحواذ والسيطرة وعدد البناءات الهجومية المباشرة، التي لم تأت بهدف الفوز، يتحول التعادل إلى غصة في الحلق.
وكان من أكثر مباريات الجولة الافتتاحية لدوري أبطال «النخبة» هيتشكوكية، تلك التي استضاف خلالها نادي الشارقة نادي الغرافة القطري، لتتشكل أمامنا لوحة تختلط فيها ألوان الإثارة بأصباغ الجنون، مباراة مفتوحة، تقدم خلالها الغرافة بهدفين لإبراهيمي وجوسلو، وعاد الشارقة بشجاعة باهرة في النتيجة بهدفي مناج وكمارا، وجاء الماتادور جوسلو بهدف ثالث للفريق القطري، وظن من ظن خطأ، والمباراة تصل للدقيقة التسعين، أن الغرافة سيعود بالعلامة الكاملة، إلا أن الوقت بدل الضائع كان هو الزمن المانع والفصل الرائع، حيث حوّل الشارقة تأخره لفوز ستحتفظ به الذاكرة طويلاً لتراجيديته ولبطوليته أيضاً.
وأمام العميد والمبهر نادي الاتحاد السعودي، بأرمادا النجوم التي يتمتع بها، حتى في غياب بنزيمة، سيقدم نادي الوحدة مباراة ملحمية، بخاصة في جولتها الثانية، التي قلب فيها الوحدة ظهر المجن والنتيجة، من تأخر بهدف لبيرجوين، إلى تقدم هلامي تشكل عبر فاصلين من الإبداع، ترجمهما كل من كايو وعلى الخصوص بيمينتا بهدفين، ثانيهما سجل والمباراة تلفظ آخر ثوانيها، فأي سيناريو أفضل من هذا؟.
ما كان في الخروج الأول للثالوث الإماراتي على مسرح الأبطال، مقدمة لقصة تستطيع الكرة الإماراتية أن تكتبها بالمتخيل الإبداعي الذي هي أهل له، فما استعصى على الثلاثة منال، إذا الإقدام كان لهم ركابا، مع الاعتذار لأمير الشعراء أحمد شوقي على الاستعارة.
إقرأ المزيد