خميسيات
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

- مرات أتفكر وأعيد النظر في العلاقة المعاصرة بين الأبناء والآباء في عصر الرقمنة، والتوحد بالأجهزة، وخصوصية الغرف المنزلية، وغياب صوت الجد أو العمة من البيت العصري الحديث، واختفاء العصا والفتنة من حياتهم، ومستلزمات التعليم الجديد الخاص، قد تمضي عليك أيام وأنت مسافر، ولا يتذكرك أبناؤك، يفتقدونك فقط عند حَزّة طلباتهم أو مشترياتهم، وحين تعود من سفرك، أول سؤالهم لا عنك، بل عن ماذا أحضرت لهم من هدايا! انس الاحتضان أو قبلة على الرأس أو سؤالك عن الحال والأحوال، فهذا ليس من جدول أعمالهم اليومية، ولا يتناسب مع اعتبارك «ماكينة سحب أو حَصّالة نقود»! مساكين جيلنا الطيب، الضرب فيهم، والفتنة عليهم، ويوم صغير عادي يشرّبونك من غسول فناجين القهوة، وما في هدايا وعطايا وشفايا إلا يوم العيد أو حين عودة الحجاج، ورغم ذلك نشوف الأب مثل نظر العين، والأم لها كل الغلا، عجيب هذا الدهر النمريدي!
- الله يعين المدير الجديد حين يطلب منه زيادة الإنتاجية، والتقليل من الهدر المالي، وتقليص عدد الأفراد العاملين، وهو المسكين بعده ما سمى باسم الله، ولديه تفكير استراتيجي، وبُعد رؤيوي، وخطط خمسية، وأخرى عشرية، ولا يعرف كيف يتصرف أو يصرفها! زين امهلوه شوي، خَلّوه يتنصخ! يمكن عنده خطة تقلب موازين الشفافية أو تعدل من مقاييس الخوصصة أو يُمَكّن أساليب الحوكمة، يا أخي يمكن على الأقل عنده شيء يقدر من خلاله إعادة الهيكلة!
- من أخطر الناس على التنمية البشرية، والبيئة المُناخية، والجغرافيا الحضرية، والبُنية التحتية؛ الجاهل والبخيل والحسود، والـ«H.R» الفاشل، والذي لم ير، ولا عرف الخير والنعمة في حياته، والذي لا يحب ولا يعرف السفر، والذي لا عنده أصدقاء حقيقيون!
- لازم ننتبه لحالة الاستهلاك العام، والمواد الاستهلاكية غير الضرورية، وجعلنا مجتمعاً استهلاكياً على الدوام، بحيث أصبحنا كأفراد نلهث وراء كل شيء جديد، وغال أو رخيص وعاجل أو من خلال الدعاية الرقمية عبر الوسائط الاجتماعية التي يقودها المؤثرون، وتقودنا في الحل والترحال، وفي كل أمورنا الحياتية من مأكل وملبس ومراجعات صحية، وخدمات منزلية، وإرشادات اجتماعية، صرنا رهناء الواقع الافتراضي، حتى غدا لدينا محال للبيع دون التصليح، ومحال توريد دون ضمان، وشركات رقمية لا نعرف وجهتها، ولا مقرها ومستودعها، حتى فضلنا الخسارة على وجع الرأس، وغدونا نرضى من الغنيمة بالإياب!



إقرأ المزيد