نجاة حرفة يدوية!
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

 في بلدته الصغيرة بغرب ولاية كارولانيا الشمالية، يحافظ لوثر ستروب على الحرفة التي ورثها عن والده، أي صناعة الساعات الحائطية، ويقول إنه يعرف بدقة عددَ الساعات التي صنعها أفرادُ عائلته، لأنهم احتفظوا بسجل لكل ساعة غادرت متجَرَهم على مدى الأجيال الثلاثة الماضية، وإن ساعاتهم متوفرة في جميع الولايات الأميركية الخمسين، حيث توجد في الكثير من الكنائس والمباني المدنية، ويمتلكها أعضاء عدة في الكونغرس. وستروب (75 عاماً) صانع ساعات ماهر من الجيل الثالث، تعلم المهنةَ من جده ووالده. وبين أكوام خشب الكرز والجوز والقيقب والبلوط، والأدوات المغطاة بطبقة رقيقة من نشارة الخشب، يتنقل ستروب في ورشته ببراعة.

وهو يعرف تماماً أي درج يحتوي على دفاتره وعلى القطع الأثرية التي جمعها طوال عقود من إدارة مشروعه العائلي الصغير. بدأ ستروب في عام 1972 التفرغَ لصناعة الساعات الحائطية التي كانت قبل ذلك مجرد هواية شخصية، حيث انخرط إلى جانب والده وجده اللذين كانا في ذلك الوقت متأخرين بأشهر عدة عن الوفاء بطلبيات الساعات، لتتحول الهواية إلى مشروع عائلي يستجيب لطلب الزبائن في جميع أنحاء البلاد على الساعات الحائطية.

ومنذ ذلك الوقت، صنع ستروب شخصياً ما يقرب من 2000 ساعة، وبنى كل جزء منها باستثناء «الحركة»، وهو مصطلح يستخدمه صانعو الساعات للإشارة إلى الجهاز الميكانيكي للساعة، قائلا إنه يستورد هذا الجزء من بعض الشركات في ألمانيا. وفي أوج ازدهار المحل، كانت ساعات ستروب تُباع بأسعار تتراوح بين 550 و2500 دولار، أما اليوم فيبدأ سعرها من 10000 دولار فصاعداً. ولا يزال ستروب متشبثاً بمتجر جده الأصلي، وهو مبنى صغير على بُعد عشرات الأمتار من الطريق العام. وقد كاد إعصار هيلين أن يُدمر سائر البلدة في سبتمبر الماضي، لكن لحسن الحظ فقد نجا الجزء الأكبر منها، بما فيه متجر ستروب للهوايات وتاريخه الذي يمتد لقرابة قرن من الزمان، كما نجت حرفتُه اليدوية من إعصار الصناعات الجديدة.

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»).



إقرأ المزيد