جريدة الإتحاد - 12/27/2025 2:32:41 PM - GMT (+4 )
معتز الشامي (أبوظبي)
يخوض المهاجم البرازيلي الشاب إندريك واحدةً من أكثر المحطات حساسية في مسيرته الكروية، بعد اتخاذه قرار الرحيل على سبيل الإعارة إلى أولمبيك ليون حتى نهاية الموسم، دون خيار شراء.
وهي خطوة تبدو في ظاهرها فرصة للبحث عن دقائق لعب وحضور أكبر، لكنها في العمق تصطدم بتاريخ قاسٍ لمهاجمي ريال مدريد الذين غادروا على سبيل الإعارة، ولم يعودوا كما حلموا.
إندريك، البالغ من العمر 19 عاماً، اختار فرنسا كمرحلة انتقالية، واضعاً نُصب عينيه هدفاً واضحاً، وهو استعادة بريقه، ضمان الظهور الدولي، ثم العودة إلى مدريد لاعباً جاهزاً لفرض نفسه.
وبعد وصوله إلى «الملكي»، لم يحظَ بالمساحة المنتظرة، لا في عهد كارلو أنشيلوتي، ولاحقاً مع تشابي ألونسو، في فريق يعتمد تهديفياً بشكل كبير على كيليان مبابي.
غير أن التاريخ لا يقف إلى جانب المهاجم البرازيلي، حيث إن ريال مدريد لم يعرف، منذ عقود، حالة ناجحة لمهاجم خرج معاراً، ثم عاد ليحجز مكاناً مؤثراً في الخط الأمامي، وهي عقدة «سوداء» مع المهاجمين على مختلف العصور، يتعين على اللاعب تجاوزها.
وآخر مَنْ حاولوا هذا المسار كانوا من أبناء النادي، ألفارو رودريجيز، لاتاسا، وبورخا مايورال، وجميعهم انتهت تجاربهم دون أي عودة حقيقية للمنافسة على مركز «رقم 9».
وحتى الرهانات الكبرى لم تنجح، وفي 2019، وبعد رحيل كريستيانو رونالدو، تعاقد مدريد مع الصربي لوكا يوفيتش مقابل 63 مليون يورو، لكنه فشل في تقديم الإضافة، ليعود معاراً إلى فرانكفورت ثم يُباع لاحقاً، في قصة جسّدت صعوبة النجاح مهاجماً في «البرنابيو»، أما ماريانو دياز، ورغم عودته من ليون في 2018 بسجل تهديفي لافت، فإن 5 سنوات في مدريد انتهت بـ 7 أهداف فقط في 70 مباراة.
بينما حالة ألفارو موراتا بدت استثناءً نسبياً، حيث رحل إلى يوفنتوس، ثم عاد وأسهم في موسم تاريخي 2016-2017 تحت قيادة زيدان، مسجلاً 20 هدفاً، قبل أن يقرّر الرحيل نهائياً، وهو ما يعزّز فكرة أن حتى النجاح المؤقت لا يضمن الاستمرارية في ريال مدريد.
قائمة «اللعنة» تطول بين، سولدادو، بورتيو، وراؤول دي توماس، بل وحتى أسماء كبيرة مثل فرناندو موريينتس، الذي عاد من إعارة إلى موناكو ليجد نفسه خارج الحسابات سريعاً، ويبقى الاستثناء التاريخي الوحيد هو جروسو في ستينيات القرن الماضي، وهي حالة تعود إلى سياق كروي مختلف تماماً.
ووسط هذا الإرث الثقيل، يدخل إندريك مغامرته مع ليون، مدركاً أن النجاح وحده قد يمنحه فرصة نادرة لكسر القاعدة، وإما أن يعود لاعباً فرض نفسه بالأرقام والأداء، أو يصبح اسماً جديداً في قائمة طويلة من المهاجمين الذين اصطدموا بلعنة ريال مدريد.
إقرأ المزيد


