«نهائي مبكر» بين كوت ديفوار والكاميرون في كأس أفريقيا
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

 
الرباط (د ب أ)


بصفته نهائياً مبكراً بين قطبين من أقطاب القارة السمراء، يترقب جمهور كرة القدم في مراكش مواجهة من العيار الثقيل تجمع بين كوت ديفوار (الأفيال) والكاميرون (الأسود غير المروضة) الأحد ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة لبطولة كأس الأمم الأفريقية بالمغرب.
وتكتسب المباراة طابعاً مصيرياً كونها تجمع بين منتخب الأفيال، حامل اللقب الطامح لتأكيد جدارته، وبين منتخب «الأسود غير المروضة» الذي يسعى لاستعادة بريقه التاريخي بلقب سادس.
ويملك المنتخبان ثلاث نقاط في رصيدهما، مما يعني أن الفائز في هذا الصدام سيضمن رسمياً مكاناً في دور الستة عشر، ويقطع خطوة واسعة نحو تصدر المجموعة وتجنب المواجهات المعقدة في الأدوار الإقصائية.
بدأ المنتخب الإيفواري رحلة الدفاع عن لقبه بهدوء وثقة، محققاً فوزاً استراتيجياً على موزمبيق بهدف وقعه الموهوب أماد ديالو، نجم مانشستر يونايتد، الذي أثبت أنه بات ركيزة أساسية في هجوم «الأفيال».
وتحت قيادة المدرب إيميرسي فاي، ظهر الفريق الإيفواري بهوية تكتيكية واضحة تعتمد على الاستحواذ المنظم والسيطرة على إيقاع اللعب من خلال ثلاثي وسط يمتلك خبرات دولية هائلة يتقدمهم فرانك كيسي وإبراهيم سانجاري، بالإضافة إلى عودة جان ميشيل سيري للتشكيل الأساسي الذي منح الفريق توازناً دفاعياً ملحوظاً على حساب سيكو فوفانا. هذا الاستقرار الفني جعل منتخب كوت ديفوار مرشحاً فوق العادة، ليس فقط لتجاوز عقبة الكاميرون، بل ولتكرار إنجاز المنتخب المصري في عام 2010 بالحفاظ على اللقب القاري، خاصة في ظل أرقام مرعبة سجلها الفريق في مبارياته الأخيرة بتسجيله 13 هدفاً واستقباله هدفا واحدا فقط في ست مواجهات.
على الجانب الآخر، تدخل الكاميرون اللقاء وهي تدرك أن تجاوز كوت ديفوار يتطلب انضباطاً تكتيكياً استثنائياً، فالفريق الذي يقوده ديفيد باجو نجح في كسب الرهان الأول أمام الجابون بهدف تاريخي للمهاجم كارل إيتا إيونج، والذي صنف ثاني أسرع هدف في تاريخ الكاميرون في نهائيات أمم أفريقيا.
وجاء هذا الانتصار ليوفر دفعة معنوية في توقيت مثالي بعد فترة من النتائج المتذبذبة، حيث حقق الفريق الكاميروني في آخر ست مواجهات له ثلاثة انتصارات وتعادلاً واحداً وتلقى هزيمتين، مسجلاً ستة أهداف ومستقبلاً هدفين فقط.
وتضمنت هذه المسيرة انتصارات لافتة في تصفيات كأس العالم على كل من إسواتيني وموريشيوس، لكنها شهدت أيضاً تعثراً في الملحق الفاصل أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية في نوفمبر الماضي.
ورغم غياب أسماء ثقيلة مثل فينسنت أبو بكر وأندريه أونانا، إلا أن الكاميرون أظهرت روحا جماعية عالية، حيث تولى الحارس ديفيز إيباسي دور القيادة الميدانية بجدارة. ويعتمد باجو بشكل أساسي على القوة البدنية لكارلوس باليبا في خط الوسط، وعلى مهارة برايان مبيومو في صناعة اللعب، وهو ما يضع دفاع الأفيال في حالة تأهب لصد التحولات الهجومية الخاطفة التي يتقنها الأسود غير المروضة.
تاريخياً، تحمل مواجهات المنتخبين إرثاً كبيراً من الندية، وفي 21 لقاءً سابقاً، تتفوق كوت ديفوار بعشرة انتصارات مقابل تسعة للكاميرون، مع أفضلية واضحة للأفيال في الآونة الأخيرة حيث لم يتذوقوا طعم الهزيمة في آخر خمس مواجهات مباشرة، ومع ذلك، يواجه الهجوم الإيفواري تحدياً خاصاً يتعلق بفعالية ويلفريد زاها، الذي خيب الآمال في اللقاء الافتتاحي وفشل في هز الشباك، مما يفتح الباب أمام احتمالات مشاركة أومار دياكيتي أو فاكون بايو بصفة أساسية لضمان استغلال أنصاف الفرص أمام الدفاع الكاميروني المنظم.



إقرأ المزيد