الذكاء الاصطناعي يلتهم 85 مليون وظيفة بحلول 2025
‎دار الخليــــج -

دبي: محمد إبراهيم:

كشفت تقارير ودراسات عالمية حديثة، أن الذكاء الاصطناعي يلتهم 85 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم، ويحل محلها بحلول عام 2025، لكن من المتوقع أن يخلق أكثر من 97 مليون وظيفة جديدة في الوقت ذاته.

في وقت يتوقع الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يسهم بشكل فعّال في تقدم وتطوير بعض الوظائف، لكنه لن يحل محل المدخلات البشرية بالكامل، فضلاً عن عدم قدرته على الوفاء بجميع المهارات التي يتميز بها العقل البشري.

مخاوف

وفي حديثها مع «الخليج» عن المخاوف حول طبيعة الوظائف المستقبلية، وارتباط الذكاء الاصطناعي ومستقبل سوق العمل، أكدت الدكتورة نعمت الجيار مدير مركز التميز للذكاء الاصطناعي وعلم البيانات في كلية الرياضيات وعلوم الحاسوب في جامعة هيريوت وات بدبي، أنه على الرغم من نتائج الأبحاث والدراسات العالمية الأخيرة، فإنه من غير المحتمل أن يضاهي الذكاء الاصطناعي أبداً إبداع البشر.

وقالت: إنه من المؤكد أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يغير في الصناعات وطبيعة الوظائف، لكنه سيخلق فرصاً وطرق عمل جديدة قادرة على إحداث ثورة في الصناعة بمختلف مجالاتها، فمن المهم أن تخلق المجتمعات ثقافة تعلم جديدة، لتمكين أفرادها وضمان حماسهم ومشاركتهم الفاعلة في البناء والتنمية.

فجوة المهارات

وأفادت بأنه مع ظهور تطورات التكنولوجيا التي يدعمها الذكاء الاصطناعي، تتسع فجوة المهارات والتدريب بشكل مستمر؛ إذ إن أكثر من 50% من المؤسسات والشركات تعتمد على الذكاء الاصطناعي بطريقة واحدة على الأقل في أعمالها، فأصبحت خطط وإدارة الإنتاج متقاربة ومتشابهة بدرجة كبيرة، إلى جانب غياب الإبداع البشري، وهذا يفرض على تلك المؤسسات الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي، لرفد كوادرها بالمهارات التي تواكب التقنيات الحديثة وعدم الانسياق إليها والاعتماد عليها بشكل كامل.

وأشارت إلى ضرورة تأهيل الكوادر وحتى الطلبة في الجامعات على التعاطي مع أساسيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك قدراته وقيوده وتأثيره المحتمل في المؤسسات والكادر البشري، وينبغي أيضاً تدريب الكوادر على كيفية استخدام أدوات وبرامج الذكاء الاصطناعي التي قد يتم تقديمها في مكان العمل.

مؤثرات الذكاء

وأوضحت أن دمج الذكاء الاصطناعي (AI ) في مكان العمل والدراسة الجامعية أيضاً، يؤثر بشكل كبير في الكوادر والطلبة، بما في ذلك التغييرات في المهام والوصف الوظيفي ومتطلبات المهارات والأمن الوظيفي والتعليمي، وهنا تكمن أهمية الإعداد والتدريب والتأهيل وتطوير المهارات، لتجنب مؤثرات الذكاء الاصطناعي السلبية، مع ضرورة التأكد من استعدادهم للتعامل مع التغييرات والاستفادة من الدعم الذي يمكن أن توفره تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولحسن الحظ، هناك العديد من المعالجات والحلول المبتكرة التي تمكن مؤسسات سوق العمل أو الجامعات من تطوير كوادرها وطلابها.

وأكدت أن الذكاء الاصطناعي حقاً أداة مفيدة للمعلمين؛ إذ يساعدهم على تقييم المستويات المختلفة لتقدم الطلاب وتصميم مناهجهم، وفقاً لمتطلبات تعلم كل طالب، لكنه غير قادر على تحقيق مستوى التعاطف والذكاء الاجتماعي الذي يتطلبه المعلمون.

3 مسارات

ورصدت الدكتورة نعمت الجيار 3 مسارات لفك الاشتباك بين البشر وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأذابت المخاوف التي تخيم على معظم الأشخاص في مختلف المجتمعات على اختلاف تخصصاتهم الوظيفية؛ إذ ركز المسار الأول على تقوية المهارات الشخصية للكوادر؛ حيث إن الذكاء الاصطناعي يؤثر في العديد من الصناعات، فالضرورة تؤكد أن هناك أنواعاً جديدة من المهارات المطلوبة وينبغي أن يتدرب عليها الكوادر وفقاً لكل صناعة.

وقالت: «عند التفكير في المهارات المطلوبة لإدارة الذكاء الاصطناعي، فإن المهارات الشخصية هي الأكثر أهمية؛ إذ تركز على التواصل الشفهي الفعّال والكتابة القوية، والاستماع، والذكاء العاطفي، وطرح الأسئلة، وهي مهارات لا غنى عنها، الذكاء الاصطناعي غير قادر على القيام بها، لأنه يركز في الأغلب على تعلم المهارات التقنية والبرمجة».

خبرات عملية

المسار الثاني يركز على تزويد الموظفين بخبرات عملية في مجال الذكاء الاصطناعي؛ إذ ترى الدكتورة نعمت الجيار أن تزويد الموظفين بخبرة عملية في مجال الذكاء الاصطناعي، يعد خطوة مهمة في تحسين إعدادهم للذكاء الاصطناعي، ويمكن القيام بذلك من خلال تكليف الكوادر بمشاريع متعلقة بالذكاء الاصطناعي تتوافق مع مهاراتهم واهتماماتهم، على أن مهام متعددة مثل تنظيف البيانات وهندسة الميزات وبناء النماذج، فضلاً عن تشكيل فرق متعددة الوظائف، تضم كوادر من إدارات مختلفة للعمل في مشاريع متعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن تدخل الذكاء الاصطناعي في مناحي حياتنا، أسهم في الوصول إلى المهارات بطريقة أكثر سهولة نظراً لوفرة الموارد المتاحة.

وركزت الدكتورة نعمت الجيار في المسار الثالث على أهمية توعية الموظفين حول مزايا الأتمتة؛ إذ يمكن أتمتة ثلث الأنشطة التي تشكل وظيفة معينة، لا سيما أن هناك 40% من الكوادر يقضون ربع أسبوعهم على الأقل في مهام يومية متكررة، موضحة أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه اعتماد الأتمتة، يكمن في مخاوف الكوادر بشأن استبدالهم أو الاستغناء عنهم، ويبقى التدريب والتأهيل المستمر الطريق الأمثل لفهم التأثير المحتمل للأتمتة في الوظائف؛ إذ إن الذكاء الاصطناعي قادر على جمع البيانات الضخمة وتخزينها وتحليلها في ثوانٍ.



إقرأ المزيد