«محمد بن راشد للفضاء» يُضيء على أهم ما حققه سلطان النيادي
‎دار الخليــــج -

دبي: «الخليج»
سطر رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي تاريخاً جديداً من النجاح في استكشاف الفضاء، بعدما أصبح أول رائد فضاء عربي يقضي أطول مدة على متن محطة الفضاء الدولية، بلغت 3 أشهر حتى الآن، في إطار خوضه أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب المقرر أن تمتد على مدار 6 أشهر. تمثل هذه المهمة علامة تاريخية لدولة الإمارات، حيث حقق النيادي سلسلة من النجاحات، ووضع قائمة رائعة من الإنجازات غير المسبوقة.

قال سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء بمناسبة مرور 3 أشهر على انطلاق مهمة سلطان، «تهانينا لسلطان النيادي على إكمال النصف الأول من أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب. لقد حقق خلال هذه الفترة العديد من الإنجازات العلمية البارزة، مما يدل على مستوى التقدم والمهارة التي يتمتع بها رواد الفضاء الإماراتيون، كما حرص على المشاركة في مبادرات اجتماعية ومعرفية، بما في ذلك التواصل المستمر مع الطلاب الذين يمثلون جيل المستقبل. نطمح إلى المزيد من النجاحات والأبحاث العلمية التي تعود بالفائدة على مجتمع الفضاء العالمي في الأشهر الثلاثة المقبلة».وقال عدنان الريس، مدير مهمة «طموح زايد 2» برنامج الإمارات لرواد الفضاء: «نبارك لسلطان النيادي، حيث أظهر خلالها تفانياً علمياً استثنائياً. ونحن نتطلع إلى تحقيقه للمزيد من التجارب العلمية والمشاريع البحثية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. تُعدّ هذه المهمة التاريخية حافزاً كبيراً لنا لمواصلة مسيرتنا نحو تحقيق مزيد من الإنجازات غير المسبوقة في مجال استكشاف الفضاء، وتنمية القطاع الفضائي الإماراتي والعربي».

وبمناسبة مرور 3 أشهر على وصول النيادي وطاقم Crew-6 إلى محطة الفضاء الدولية، يُضيء المركز على أهم الإنجازات التي حققها النيادي في النصف الأول من مهمته التاريخية.

أول مهمة

من أبرز الإنجازات التي حققها النيادي خلال أول 3 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، نجاحه في خوض أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب خارج محطة الفضاء الدولية، ضمن البعثة 69، ليسطر إنجازاً جديداً يُضاف إلى سجل الإنجازات التي حققها المركز في استكشاف الفضاء. كما يُضاف هذا الإنجاز التاريخي إلى إسهامات العالم العربي في استكشاف الفضاء الخارجي. استمرت مهمة السير في الفضاء التي خاضها النيادي، ورائد الفضاء ستيفن بوين، على مدار 7 ساعات ودقيقة واحدة، حيث كان من بين أحد الأهداف الأساسية لهذه المهمة، العمل على سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، وهو ما تحقّق بنجاح.

لقاءات مرئية

حرص سلطان، منذ بداية مهمته التاريخية، على التواصل مع الجمهور داخل الإمارات وخارجها، عبر عدد من الاتصالات المرئية المباشرة من على متن محطة الفضاء الدولية، أو بالاتصالات اللاسلكية مع طلاب المدارس من مختلف أنحاء الإمارات، ليُقدم لمحة عن طبيعة الحياة في بيئة الجاذبية الصغرى، وأهم التجارب العلمية التي يقوم بها، إلى جانب إلهام أجيال المستقبل لاستكمال مسيرة استكشاف الفضاء.

وشهدت اللقاءات المرئية الأربعة مع سلطان ضمن سلسلة «لقاء من الفضاء»، حضور نحو 5 آلاف من المشغوفين بالفضاء والمهتمين بتفاصيل أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب. ونظّم اللقاء الأول في «دبي أوبرا». أما اللقاء الثاني فعُقد في متحف المستقبل بحضور عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية. ونظم اللقاء الثالث في دولة موريشيوس، واللقاء الرابع في جامعة الإمارات بمدينة العين.

وتحت عنوان «لقاء من الفضاء» شارك النيادي في 3 اتصالات لاسلكية، تواصل خلالها مع 100 طالب من أنحاء الإمارات، حيث نظم المركز هذه اللقاءات بالتعاون مع جمعية الإمارات لهواة اللاسلكي، ومؤسسة الإمارات للآداب؛ كونها جزءاً من مبادرة الإمارات في الفضاء بين الجانبين، بهدف إتاحة استكشاف الفضاء للجميع.

نقل المركبة «دراغون»

نجح النيادي، وطاقم Crew-6 في مهمة إعادة تعيين موقع التحام المركبة الفضائية دراغون، التابعة لشركة «سبيس إكس»، بمحطة الفضاء الدولية، يوم 6 مايو الماضي. وكانت هذه العملية الثالثة لنقل المركبة من منفذ إلى آخر، حيث تكررت هذه المهمة في مناسبتين فقط، خلال مهمتي الطاقم Crew-1، والطاقم Crew-2.

الاحتفال بأول يوم ميلاد

وفي جزء من عادات المحطة الدولية، فاجأ أعضاء الطاقم زميلهم سلطان يوم 23 مايو، بحفل يوم ميلاده، بصنع كعكتين، واحدة أمريكية، والثانية روسية.

وهذه أبرز التجارب والأبحاث والأحداث التي شارك فيها النيادي حتى الآن:

يعمل حالياً على أجهزة لرصد الحالة الصحية للطاقم، مرتدياً قميصاً وربطة رأس يقيس بهما نبضات القلب، وضغط الدم، والتنفس وغيرها من الأمور، لدراسة عمل وظائف أجسامهم في بيئة الجاذبية الصغرى.

شارك إلى جانب أعضاء الطاقم، في التجهيز لمهمة السير في الفضاء المُقبلة خارج المحطة الدولية، لتركيب عدد من الألواح الشمسية، حيث كان يعمل على مناورات الذراع الروبوتية Canadarm2 بنظام المحاكاة على الكمبيوتر.

يجهز سلطان معدات تجربة إنتاج بلورات البروتينات الخاصة بالأجسام المضادة PCG2 على متن المحطة الدولية. هذه التجربة تساعد على تحليل إنتاج البلورات الخاصة بالأدوية في بيئة الجاذبية الصغرى، ما يسهل إنتاجها على الأرض وفي الفضاء، ويقصر مدة إنتاج أدوية جديدة.

في إطار تعاون البعثة 69 على متن المحطة الدولية مع طاقم Ax-2، عمل النيادي مع رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي، من طاقم Ax-2 على معالجة عيّنات في وحدة «كيبو» اليابانية، بهدف دراسة آثار الجاذبية الصغرى في استجابة الخلايا البشرية للالتهابات.

شارك في أنشطة البحث البشري المدرجة على جدول الطاقم في محطة الفضاء الدولية، التي تضمنت عمليات الفحص بالموجات فوق الصوتية، وفحوص الرؤية، واختبارات السمع.

كانت فيزياء الفضاء جزءاً من جدول أعمال الطاقم، حيث سعى العلماء والمهندسون إلى فهم كيفية تفاعل المواد التي صُنعت في الأرض مع أحوال الجاذبية الصغرى.

كما شارك سلطان في تفريغ 6200 رطل من التجارب العلمية الجديدة، وإمدادات الطاقم، وأجهزة المحطة التي قدمتها مركبة الشحن «سبيس إكس دراغون».

سيعمل الطاقم على عدد من التجارب العلمية الأخرى، وستضمن التحقيق في آثار الجاذبية الصغرى على احتراق المواد من أجل تعزيز سلامة المركبات الفضائية، واختبار أداة جديدة لقياس المناعة في الفضاء، وإجراء بحث على أنسجة عضلة القلب المزروعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد؛ لتقييم وظائف القلب البشري في بيئة الجاذبية الصغرى.

جَمَع النيادي عيّنات الهواء من مختبري وحدتَي «ديستني» و«كولومبوس» قبل تنظيف حديقة «فيجي» لإنتاج النباتات على متن محطة الفضاء الدولية. سيتم تحليل هذه العينات لأغراض البحث.

شارك مع طاقم البعثة 69 في إرسال 1950 كلغ من التجارب العلمية القيمة، وشحنات أخرى إلى الأرض، عبر مركبة الشحن الفضائية «دراغون».

الإعداد لدراسة CapiSorb Visible Systems لفيزياء السوائل.

عمل على أبحاث متخصصة عن رقائق الأنسجة الخاصة بوظائف القلب، داخل مختبر وحدة «كيبو».

عمل على اختبار إمكانية طباعة أنسجة غضروف الركبة في الفضاء. وظهر سلطان وهو يضع علبة مخصصة لحفظ عيّنات أنسجة غضروف الركبة في آلة طباعة الأعضاء على متن محطة الفضاء الدولية.



إقرأ المزيد