جريدة الإتحاد - 5/13/2025 9:20:16 PM - GMT (+4 )

تجربة هي الأولى من نوعها في غينيا بيساو، لكنها تعكس إرادةً وطموحاً واضحين لدى بلد لم يشتهر بكثرة المعارض والمدارس الفنية فيه، بل يعاني من نقص التمويل الحكومي لأنشطة ثقافية كمالية ترفيهية مثل البيناليهات الفنية. وهذا واحد من الأماكن المخصّصة لاستقبال الزوار وقد بدؤوا في التوافد ليلة افتتاح «بينالي بيس» الذي ينظمه مركز الفنون المعاصرة في العاصمة بيساو، وقد أصبحت أخيراً على موعد مع أنشطة واحتفالات فنية متنوعة لم يسبق أن اجتمعت كلها في الوقت ذاته، وعلى صعيد واحد في هذا البلد الواقع بغرب أفريقيا، والذي لا يتجاوز عدد سكانه مليوني نسمة.
كان تنظيم مثل هذا البينالي، وإلى وقت قريب، يبدو أمراً مستحيلاً أو مجرد حلم. لكن هذا بالضبط ما قرر أن يقوم به خمسةُ فنانين من غينيا بيساو، وقد قال أحدهم، وهو «نو باريتو»، المشرف على جناح الفنون البصرية والتشكيلية في البينالي الفني الأول من نوعه في البلاد، إنهم لم يعودوا قادرين على الجلوس «مكتوفي الأيدي دون أن يفعلوا شيئاً» تجاه ما يبدو لهم فجوةً خطيرةً في البنية التحتية للفن في بلدهم.
وقد تم تنظيم البينالي جزئياً بغية إيجاد مزيد من الفرص للفنانين المحليين، الذين لا تتوفر لهم سوى سُبل محدودة لعرض أعمالهم، مثل الأسواق الحرفية المفتوحة، أو المراكز الثقافية الممولة دولياً مثل المركز الثقافي الفرنسي في بيساو. ويشارك في البينالي الذي انطلق يوم الأول من شهر مايو الجاري ويستمر حتى 31 من الشهر نفسه، نحو 150 فناناً من 17 دولة.
ولا يقتصر الحدث على الفنون البصرية فقط، بل يشمل مجالات فنية متعددة، حيث يقول المنظمون إنهم على معرفة بالتحديات التي يواجهها الكُتّاب والرسامون والمسرحيون.. إلخ، ولهذا فقد قرروا البدء بأنفسهم، أي بخمسة أشخاص فقط. وكانت ليلة الافتتاح نابضةً بالحياة والنشاط ومليئة بالمتعة، وقد انتهت بحفل لإحدى الفرق المحلية جاء في التعريف بها أنها لم تقدِّم عرضاً مباشراً منذ 18 عاماً، ثم وصف أحد مسؤولي البينالي أداءَها القائم على الوسائط المتحركة بأنه كان «تطهيراً نفسياً».
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)
إقرأ المزيد