شاركت الإمارات العالم مؤخراً في إحياء اليوم العالمي للسكري، الذي يصادف الرابع عشر من نوفمبر كل عام. وجاء شعار هذا العام «السكري عبر مراحل الحياة». وفي هذا اليوم توقفت عند منصة بأحد المراكز التجارية في العاصمة، تتبع سلسلة مستشفيات كبرى في الدولة، وتوفر الفحص المبدئي للسكري للراغبين من أفراد الجمهور، حيث تقوم الممرضة بقياس الوزن والضغط وفحص السكري، ويقوم الطبيب المتواجد بعرض النتائج وتقديم النصائح اللازمة وفق النتائج الأولية.
مشهد يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات الصحية الحكومية والخاصة لمكافحة مرض السكري، ضمن الاستراتيجيات الوطنية التي تركز على التشخيص المبكر وترسخ ثقافة «الوقاية خير من العلاج»، باعتبارها أولوية وطنية ضمن منظومة الرعاية الصحية المستدامة.
وأكدت دائرة الصحة في أبوظبي بالمناسبة أن السكري «يُعد تحدياً صحياً عالمياً، إلا أن إمكانية الوقاية من النوع الثاني منه تبقى عالية، نظراً لارتباطه بأسلوب حياة الفرد. وهو ما يتماشى مع رؤية أبوظبي لرعاية صحية ذكية استباقية تحمي المجتمع قبل الإصابة، وتتيح لهم التمتع بحياة صحية مديدة».
وفي إطار التحرك الاستباقي، «جاءت منصة التحليل الذكي للصحة السكانية كخطوة نوعية تعزز القدرة على الوقاية من الأمراض المزمنة، وفي مقدمتها السكري. فالمنصة تجمع بيانات متكاملة من مصادر سريرية وبيئية وعادات الحياة اليومية، مما يتيح رؤية أشمل للتوجهات الصحية، والتدخل المبكر، وصياغة قرارات قائمة على الأدلة لتعزيز صحة المجتمع».
ومن ثمار هذه المنظومة الذكية التي تعتمد على البيانات، تطوير عدة برامج استباقية لدى الدائرة، مثل برنامج الفحص الدوري الشامل «افحص»، الذي يتيح تحديد الفئات الأكثر عرضة للإصابة وتقديم الإرشادات والدعم اللازم لهم. كما أُطلق البرنامج الشخصي لإدارة الوزن، الذي يوفر دعماً مخصصاً تحت إشراف المختصين لمساعدة الأفراد على الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه بطريقة آمنة ومستدامة.
ودعت «صحة أبوظبي» جميع أفراد المجتمع إلى تبني أسلوب حياة قائم على الوقاية، من خلال المواظبة على الفحوص الدورية، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني، لما لذلك من أثر مباشر في تعزيز صحتهم وجودة حياتهم.
وتتطلب الدعوة تفاعل الجميع، ودعم كافة الجهات، وخاصة المؤسسات المعنية، لتوفير التغذية الصحية بأسعار في المتناول، والحد من انتشار الوجبات غير الصحية وذات السعرات العالية، وتشجيع قاعات الرياضة الخاصة على المشاركة في هذا الجهد الوطني الكبير للتصدي للسكري، وضمان سلامة الجميع.