متفرقات
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

- ودعنا الأسبوع المنصرم «علي بن عباس الفهيم»، رحمه الله، وأحسن نُزله، كان واحداً من حفّاظ وذاكرة الوقت والمكان في مدينة العين، أتذكره منذ كنت صغيراً بنفس الهيئة والهندام والطيبة والضحكة والمزاح، كان يزور كل بيوت العين التي تعرفه ويعرفها ويعرف ناسها ونخلها وماءها، لم يفارقها أبداً، كانت كل حياته، وناسها كل تفاصيله، عاش حلوها ومُرها وتفاصيل كل أحداثها منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، غير أن الأيام أتعبته يوماً بفقد ابنه في عز تخرجه وفرحه بالحياة، وزادت عليه حين كان يسمع بين والحين أن أحداً من الأولين من أهله وناسه قد فارق الحياة، فتنقص ضحكته قليلاً، ويخف قلبه المحب للفكاهة قليلاً، حتى اعتزل في مزرعته القديمة، داعياً ما كانت تخبئه ذاكرته أن يمر عليه بما ابتهج مكتفياً بتلك الابتسامة التي كان يعرفها الجميع.. ويحبها الجميع.
- تتذكرون ذاك الماهوب، «تيدروس أدهانوم غيبريسوس» مدير منظمة الصحة العالمية، أكيد الجميع لا يعرف اسمه، لكنهم واثقون من رسمه الذي لا يبشر بالخير، والله كنت أعتقد أن فترة رئاسته انتهت مع زوال جائحة «كوفيد» أو أنه تقاعد بعد كل ذاك البلاء والابتلاء، لأن الناس ما زالت تكفهرّ وجوهها بمرآه، لأنه إن ظهر على الشاشة تر وراءه خبراً لا يسرّ الخاطر، أمس أعلنت منظمته أن هناك خطراً داهماً اسمه يشبه أسماء الجن والسحرة في قصص الكتب الصفراء الشعبية «ماربورخ» حسب اللفظ، أو يشبه إحدى المدن الألمانية البعيدة «ماربورغ» والذي ظهر في إثيوبيا، ومحتمل أن يكون فيروساً قاتلاً! السؤال الذي يطرحه الناس البسطاء أمثالي: متى الله بيفكّنا من شرّه، ومن شر فيروساته؟! لأن «ماربورخ» هذا ما يسده كمام أزرق قطني على أرنبة الأنف، هذا يباله أحد يدقّ على رأسه، والكمامة كبر العمامة!
- بصراحة.. ما شيء يضايقني ويوترني، ويرفع عقيرتي بالغضب، بتلاحظون وتشوفون في هذه الفقرة كلمات مثل، «عقيرتي، وأثلج صدري، وسريرتي، وأستشيط»، وهذا الكلمات لا أستعملها عادة إلا في الشيء الكايد، الحقيقة.. لا شيء يجعلني أستشيط غضباً مثلما أمرّ على شارع في عاصمتنا كان منظماً ومرتباً ومزروعاً ومكسواً بـ«الباسكو» أو مرصوفاً، وعلى جنباته زراعة منسقة بطريقة صحراوية متوحشة، وأعمدة إنارة، وكل شيء تمام، ولا ينقصه شيء، خاصة وأنك تظل تراقب الشوارع ولا تقول موظف في البلدية أو «تنديل» الشغل، وتعرف كم قُضي في ترتيب ذاك الشارع، وكم استغرق من وقت في تشطيبه وزراعته، لكنهم حين يرونك فرحت، وأثلج صدرك، وانبسطت سريرتك، تجدهم في اليوم التالي جالبين لذلك الشارع الذي كان غافياً ينتظر صباح ربه، الحفّارات، والمداحل والمعاول بأمر من المقاول، وكلها تحفر وتشق وتنبش ذاك الشارع الذي لم يكن يشكو من شيء، غير تركه لحاله لسنوات أو ينسونه للأبد، لأنه سيغدو شارعاً مثمراً وأخضر، ويسر كل الناظرين!



إقرأ المزيد