جريدة الإتحاد - 12/4/2025 1:12:21 AM - GMT (+4 )
أبوظبي (وام) أكدت الشيخة علياء بنت خالد القاسمي، المدير العام للأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، أن المشاركة الأولى للأوركسترا أمام الجمهور ضمن احتفالات عيد الاتحاد الـ 54، تمثّل لحظة استثنائية تُجسّد وحدة المشاعر الوطنية، وتعبّر عن الاعتزاز الكبير بهذه المناسبة، التي تتزامن مع افتتاح متحف زايد الوطني، الصرح الذي يحمل اسم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ويكرّس رؤيته للدور الحيوي للثقافة في وصل التاريخ بالمستقبل.
وقالت الشيخة علياء بنت خالد القاسمي، إن الموسيقى التي تقدمها الأوركسترا تسعى إلى نقل صورة صادقة لدولة الإمارات، كما نعيشها ونفخر بها، بما تحمله من وحدة وإبداع وعمق ثقافي يعكس روح المجتمع الإماراتي، مشيرة إلى أن الأداء الموسيقي هو جزء من قصة الوطن التي تُروى بصوت وطني مميز يلامس مشاعر الجمهور، ويعزّز ارتباطه بالقيم التي غرسها الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، في نفوس أبناء الإمارات.
وأوضحت أن الهدف المحوري للأوركسترا في احتفالات عيد الاتحاد، تمثّل في تقديم موسيقى تنتمي إلى دولة الإمارات، وتبرز وحدتها وهويتها، وتتجاوز حدود العرض الفني لتُشكّل منصة ثقافية صادقة تنقل صوت الوطن، بما يعبّر عنه من قيم وانتماء، مؤكدة أن هذا الحضور الموسيقي يأتي احتفاء بالبداية التي انطلقت منها الأوركسترا، واستشرافاً للمستقبل الإبداعي الذي تعمل على تطويره مع الجيل الجديد من الموسيقيين.
وأشارت إلى أن رؤية الأوركسترا تقوم على المزج المتوازن بين الموسيقى التراثية الإماراتية وموسيقى الأوركسترا العالمية، عبر استخدام الآلات العربية والغربية بطريقة تحافظ على الجذور وتقدّمها بروح معاصرة، ما يجعل هذا الأداء انعكاساً واضحاً لمبدأ إماراتي راسخ هو أن التقدم لا يلغي التراث، بل يتكامل معه.
وقالت: إن الأوركسترا الوطنية تضم 70 موسيقياً، و30 كورالاً، من بينهم موسيقيون إماراتيون لهم خبرة واسعة، وهم عنصر أساسي في بناء الطابع الوطني للصوت الموسيقي الذي تقدمه الأوركسترا، مشيرة إلى أن التنوع الثقافي الذي يجتمع في الأوركسترا يعكس طبيعة المجتمع الإماراتي الذي احتضن ثقافات متعددة ضمن نسيج وطني واحد. وأكدت الشيخة علياء أن الأوركسترا الوطنية تُسهم بشكل مباشر في تحقيق رؤية دولة الإمارات للاقتصاد الإبداعي، من خلال تطوير المواهب الوطنية، وتوفير مساحات للتعليم والتجربة والمشاركة الإبداعية، إضافة إلى دعم استراتيجية الصناعات الثقافية والإبداعية 2031، بما يعزّز حضور الهوية الثقافية الإماراتية عبر الموسيقى والأداء. من جانبها قالت نوره المبارك، رئيس قسم شؤون العلاقات المؤسسية والدولية في متحف زايد الوطني، إن مشاركة المتحف في احتفالات عيد الاتحاد هذا العام، منح الجمهور فرصة للتعرف على جانب من القصص التاريخية العميقة التي يقدمها المتحف، والتي تُشكّل جزءاً أصيلاً من التاريخ الإماراتي، مشيرة إلى أن جزءاً كبيراً من محتوى الحفل استلهم من سرديات المتحف ومقتنياته.
وأضافت أنه منذ بداية العمل على التحضير للاحتفال سعى الفريق إلى اختيار عناصر تاريخية ذات قيمة، تُشكّل رابطاً حيّاً بين الماضي والحاضر، وتمثّل امتداداً للهوية الوطنية، مؤكدة أن إبراز التاريخ القديم كان خطوة مقصودة، بهدف إلهام الجمهور وإثارة فضوله وتعميق إحساسه بالفخر بجذوره الحضارية. وأوضحت أن هذا التعاون أظهر أن المحتوى التاريخي يمكن أن يروى بطرق متعددة من خلال المسرح والموسيقى والعروض المرئية والمنصات الرقمية، وأن سرد القصة الوطنية ليس حدثاً واحداً، بل مساراً مستمراً يتطور مع الزمن ومع كل اكتشاف جديد، مشيرة إلى أن افتتاح المتحف لا يمثّل نهاية القصة، بل بدايتها، مؤكدة أن دور المتحف سيستمر حارساً للسردية الوطنية، وامتداداً لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ورؤيته للأجيال القادمة.
إقرأ المزيد


