قمّة بريدج 2025 تفتح حواراً عميقاً حول جوهر التمثيل بين بسّام كوسا وإياد نصّار
وكالة أنباء الإمارات -
[unable to retrieve full-text content]

أبوظبي في 9 ديسمبر / وام / أتاحت قمّة بريدج 2025 للجمهور لقاءً خاصاً جمع الفنانين بسّام كوسا وإياد نصّار في جلسة حملت عنوان "الحضور: سرّ الجاذبية الخفيّة للممثل"، أكّدا خلالها أن جوهر التمثيل يقوم على حقيقة الأداء، وعلى قدرة الممثل على تقديم دور صادق يلامس المتلقي مهما كانت طبيعة الشخصية مشددين على أن الحضور الحقيقي للممثل يُبنى من خبرته الإنسانية، ومعرفته، وتعامله الواعي مع الشر والخير داخل كل شخصية.

أدارت الجلسة الإعلامية منى الشاذلي ضمن فعاليات الدورة الأولى من "قمّة بريدج 2025"، المقامة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، بمشاركة 430 متحدثاً من 45 دولة من كبار المبدعين وصنّاع السياسات والمستثمرين وخبراء التكنولوجيا والمؤسسات الإعلامية وقادة الثقافة، حيث يقدمون أكثر من 300 جلسة موزعة على المسارات السبعة للقمة: الإعلام، اقتصاد صناعة المحتوى، الفن والموسيقى، الألعاب الإلكترونية، التقنية، التسويق، وصناعة الأفلام.

وقدّم بسّام كوسا خلال الجلسة رؤية فلسفية موسّعة حول مفهوم الشر ، موضحاً أن فهم الشر لا يكتمل إلا بفهم الخير، وأن الفن هو أحد أهم الأسلحة لمواجهته. وأكد أنه لا يتماهى مع أدواره، بل يؤديها من موقع الفهم والتحليل، معتمداً على مخزونه الشخصي من المعرفة التاريخية والفلسفية والنفسية.

وقال إن مهمة الممثل هي تنفيذ متطلبات الشخصية بدقة دون أن يسمح لها بالتأثير على حياته أو هويته. ورأى أن الجمهور لا يُقنعه سوى الأداء الحقيقي، وأن المتلقي يمتلك القدرة على التمييز بين ما هو مُتقن وما هو مفتعل، سواء كان الدور خيراً أو شراً. وتحدث عن استفادته من خلفيته في الفنون التشكيلية، التي صقلت لديه حسّ الشكل والحركة واللون، ومنحته أدوات إضافية لفهم العلاقة بين الجمال والبناء الدرامي، موضحاً أن الفن بجميع أشكاله جزء أساسي من تكوين الممثل ومن قدرته على خلق شخصية نابضة بالحياة.

من جانبه، استعرض إياد نصّار قراءة مختلفة لمساحة التمثيل، معتبراً أنها فضاء لاكتشاف الأسئلة العميقة داخل النفس البشرية. وأوضح أن الشخصيات المركّبة بمناطقها الرمادية هي التي تمنحه فرصة للبحث، بينما الشخصيات الطيّبة لا تحمل غالباً هذا العمق. وكشف أنه في بعض التجارب شعر بالخوف من نفسه حين لمس حجم الظلال الكامنة داخل الشخصية، مؤكداً أن هذا الإدراك جزء من مسؤولية التمثيل.

وشدد على أن الشرط الجوهري للممثل ليس الصدق الشعوري بل الحقيقة، أي أن يكون الأداء قائماً على فهم واقعي وإنساني للشخصية. وقال إن تجربة الممثل الحياتية ومعرفته الداخلية هما ما يشكلان منهجه، وأن الجمهور لا يطلب من الممثل الكمال، بل يطلب منه أن يكون حقيقياً، لأن كسر هذا العقد الأخلاقي مع الجمهور يُفقد الدور تأثيره ومصداقيته.

كما تحدّث عن أهمية التنويع في الأدوار بوصفه مصدر متعة فنية، مشيراً إلى أن دراسته للفنون التشكيلية لا تزال تؤثر على طريقة تفكيره وصياغته للشخصيات، باعتبار الفن لغة واحدة تتقاطع فيها البصريات بالحركة وبناء الشخصية.



إقرأ المزيد