"سحق الخصية".. هكذا يعذبون المهاجرين في أميركا
أيلاف -

إيلاف من واشنطن: يُزعم أن ضباطًا في معسكر احتجاز المهاجرين الكبير الواقع في قاعدة فورت بليس العسكرية في تكساس يسيئون معاملة المعتقلين، مع اتهامات تشمل الضرب والاعتداء الجنسي والترحيل السري للمواطنين غير المكسيكيين إلى المكسيك، وفقًا لتحالف من منظمات حقوق الإنسان المحلية والوطنية الأميركية.

وفي رسالة من 19 صفحة، موجهة إلى كبار المسؤولين الحكوميين في وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك وقيادة فورت بليس العسكرية، يتهم التحالف الضباط في منشأة احتجاز المهاجرين في القاعدة، والتي تسمى معسكر شرق مونتانا، بـ "انتهاك سياسات ومعايير الوكالة، فضلاً عن الحماية القانونية والدستورية".

ودعا النشطاء إلى إغلاق المعسكر فورًا، حيث يُحتجز أكثر من 2700 معتقل في مجمع من الخيام.

وجاء في الرسالة التي وقعتها ثماني منظمات، بما في ذلك الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، ومنظمة هيومن رايتس ووتش، وإستريلا ديل باسو، ومشروع الحقوق المدنية في تكساس، ومركز لاس أميركا للدفاع عن المهاجرين: "في ضوء هذه الانتهاكات، فإننا نحث على إنهاء احتجاز المهاجرين في فورت بليس".

وكان الخطاب موجها إلى القائم بأعمال مدير إدارة الهجرة والجمارك تود ليونز وآخرين، كما تم إرسال نسخة منه إلى مكتب المفتش العام بوزارة الأمن الداخلي ولجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، وفقاً لتقرير "الغارديان".

ووجه مسؤولون من دائرة الهجرة والجمارك في إل باسو استفسارات وسائل الإعلام إلى وزارة الأمن الداخلي، التي نفت جميع الادعاءات.

قالت تريشيا ماكلولين، مساعدة وزير الأمن الداخلي، في بيان مكتوب: "أي ادعاء بوجود ظروف "لا إنسانية" في مراكز احتجاز دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) باطلة قطعًا. لا يتعرض أي محتجز للضرب أو الإساءة".

وتعتمد الرسالة على شهادات تحت القسم من أكثر من 45 معتقلاً، وصف بعضهم كيف طلب منهم عملاء ملثمون "القفز" فوق الحاجز أو الجدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك للعبور من الولايات المتحدة إلى المكسيك، تحت تهديد السجن إذا لم يفعلوا ذلك.

وبحسب الرسالة، فإن ضباط دائرة الهجرة والجمارك الأميركية أخذوا بعض المواطنين غير المكسيكيين، وتحديدا طالبي اللجوء من كوبا وغواتيمالا، وقيدوهم ونقلوهم على بعد ساعة غربا من إل باسو إلى معبر الحدود الصحراوي في سانتا تيريزا، نيو مكسيكو.

وبمجرد وصولهم إلى الحدود، أدلى المعتقلون بشهاداتهم للمدافعين عن حقوقهم عن استقبالهم من قبل ضباط ملثمين، يزعم أنهم أمروهم بتسلق الجدار الحدودي والعبور إلى المكسيك، متجاوزين جميع إجراءات الترحيل القانونية واتفاقيات الدول الثالثة.

التهديد بالترحيل إلى أفريقيا 
قال "إدواردو"، وهو محتجز كوبي أُمر بترحيله، ونُقل عنه اسمه المستعار في الرسالة: "كان الملثمون يضربون الناس أحيانًا لإجبارهم على القفز فوق الجدار حتى لو لم يرغبوا في ذلك". وزعم أن الضباط أبلغوه أنه إذا لم يعبر إلى المكسيك، فسيُتهم بارتكاب جرائم فيدرالية ويُرسل إلى سجن في "أفريقيا أو السلفادور".

ونشرت صحيفة واشنطن بوست الرسالة لأول مرة يوم الاثنين، حيث ذكرت أنها "حصلت بشكل مستقل على سجلات داخلية لدائرة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) تُثبت أن الكوبيين الأربعة قاوموا الإبعاد في التواريخ التي ذكروا وقوع الأحداث فيها أو في تاريخ قريب منها"، مضيفةً أن الصحيفة "لم تتمكن من التحقق من تفاصيل أخرى حول الادعاءات، لأن المعتقلين لم تكن لديهم وسائل كافية لتوثيق تجاربهم".

وقال "إسحاق"، وهو مواطن كوبي استخدم اسمًا مستعارًا، إنه بعد رفضه التوقيع على نموذج الترحيل الطوعي، ضرب الحراس في المخيم رأسه بالحائط عدة مرات، قبل أن "يمسك ضابط بخصيتي ويسحقهما بين أصابعه، وهو ما كان مؤلمًا ومذلًا للغاية"، وفقًا للرسالة.

وفي حادثة أخرى، وصف مراهق تم التعريف به باسم "صموئيل" كيف قام أحد الضباط "بإمساك خصيتي وسحقهما بقوة"، بينما قام آخر "بدفع أصابعه عميقًا في أذني"، قبل أن يتعرض للضرب حتى فقد وعيه على يد الحراس لإطفاء ضوء علوي في وحدة سكنه، حسبما ورد في الرسالة.

سحق الخصية.. هذه هي القصة 
وبحسب الرسالة، عانى "صموئيل" من كسر في الأسنان وإصابة في الخصية مما استلزم دخوله المستشفى، كما أكد الخطاب أيضًا أنه تم إصدار فاتورة له لاحقًا مقابل رحلة سيارة الإسعاف المطلوبة لعلاج الإصابات التي يُزعم أن الحراس تسببوا فيها.

تشير الرسالة أيضًا إلى أن المنشأة لا تلبي الاحتياجات الإنسانية الأساسية. وأفادت التقارير أن الخيام ذات الجوانب الناعمة، التي تتسع لكل وحدة لـ 72 شخصًا، تعاني من عطل في السباكة.

وصف المعتقلون حالاتٍ تتراكم فيها مياه الصرف الصحي من المراحيض والحمامات، فتغمر أماكن النوم وأماكن تناول الطعام بالمياه الملوثة بالبراز والبول. وفي بعض الحالات، يُجبرون على استخدام ملابسهم الخاصة لتنظيف النفايات بسبب نقص مواد التنظيف، وفقًا للرسالة.

وُصف الإهمال الطبي أيضًا بأنه "لامبالاة متعمدة". وتفصّل الرسالة حالات حرمان مرضى السكري من الأنسولين لأيام، مما أدى إلى إغمائهم، وتجاهل مرضى ارتفاع ضغط الدم حتى ظهور أعراض مرضية ظاهرة عليهم. وتُوصف حصص الطعام بأنها "بحجم قبضة اليد" وغالبًا ما تكون فاسدة، مما يؤدي إلى فقدان سريع للوزن بين المعتقلين.

وقالت يونيس هيونهاي تشو، المستشارة البارزة في مشروع السجون الوطنية التابع لاتحاد الحريات المدنية الأمريكية، إن منظمتها وغيرها من المنظمات تلقت العديد من الشكاوى بشأن الفشل في توفير الرعاية الكافية للمهاجرين المحتجزين في فورت بليس.

قالت تشو: "إن وضع آلاف الأشخاص في مخيمات وسط الصحراء، في قاعدة عسكرية، دون كوادر كافية، كان بمثابة كارثة إنسانية. ورغم أن هذا الكابوس كان صادمًا، إلا أنه ليس مفاجئًا".

وقد أدان الزعماء المحليون والمدافعون عن حقوق المهاجرين في وقت سابق تعرض المعتقلين لانتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان.

 



إقرأ المزيد