جريدة الإتحاد - 12/22/2025 11:03:53 AM - GMT (+4 )
دبي (الاتحاد)
تستعد بطولة العالم للفورمولا 1 (FIA) لإطلاق أكبر ثورة تغييرات تنظيمية لها منذ عقود، والتي يقودها محمد بن سليم بعد تنصيبه رئيساً للاتحاد الدولي للسيارات لولاية ثانية.
وبعد أيام قليلة من نهاية أحد أكثر المواسم إثارة في الذاكرة الحديثة، تتجه الأنظار سريعاً إلى عام 2026 وواحدة من أكبر عمليات إعادة الهيكلة التي شهدتها هذه الرياضة على الإطلاق.
وتتناول لوائح الاتحاد الدولي للسيارات لعام 2026 جميع جوانب تصميم سيارات الفورمولاـ 1، بحثاً عن إنشاء حقبة جديدة من السباقات الأكثر تنافسية وأماناً واستدامة.
وفي هذا السياق، قال محمد بن سليم رئيس الاتحاد الدولي للسيارات: «هذه لحظة فارقة في تاريخ بطولة العالم للفورمولا 1، فاللوائح الجديدة هي ثمرة جهد كبير وتفان في سبيل تعزيز البطولة للعقد القادم وما بعده.»
ويتمحور جوهر هذه اللوائح الجديدة حول مفهوم «السيارة الرشيقة»، وهي رؤية جديدة كلياً لتصميم سيارات الفورمولا 1 التي تركز على عكس اتجاه السيارات الأكبر حجماً والأثقل وزناً، وذلك بجعلها أصغر حجماً وأخف وزناً، وأكثر رشاقة بشكل ملحوظ.
ولتحقيق ذلك، ستكون سيارات الفورمولا 1 الجديدة أخف وزناً، بمقدار 30 كيلوجراماً، حيث سيبلغ وزنها الإجمالي 724 كيلوجراماً، شاملاً وزن الإطارات. كما تم تعديل أبعاد سيارات عام 2026، حيث تم تقليص قاعدة العجلات بمقدار 200 ملم لتصبح 3400 ملم. كما تم تقليص عرض السيارة بمقدار 100 ملم، وعرض أرضية المقصورة بمقدار 150 ملم.
ومن أبرز التغييرات التي ستطرأ في عام 2026، استخدام الديناميكا الهوائية النشطة، بعد 15 موسماً اعتاد مشجعو الفورمولا 1 على رؤية الجناح الخلفي لسيارات الفورمولا 1 وهو ينفتح لتقليل مقاومة الهواء، ما يمنحهم دفعة سرعة، ويسمح للسيارات بمهاجمة منافسيها في المقدمة.
وفي عام 2026، تم الاستغناء عن نظام تقليل مقاومة الهواء (DRS) واستبدل بأجنحة أمامية وخلفية متحركة، تمكن السائقين من التبديل بين وضعين مختلفين.
وبينما كان نظام تقليل مقاومة الهواءDRS يستخدم في الأساس للمساعدة في التجاوز، فإن نظام الديناميكا الهوائية النشط الجديد مصمم أساساً للمساعدة في الحفاظ على الطاقة، حيث يعد تقليل مقاومة الهواء على الخطوط المستقيمة أمراً ضرورياً للاستخدام الأمثل للطاقة، مع وحدات الطاقة التي ستعتمد بشكل أكبر على الطاقة الكهربائية في عام 2026.
وابتداءً من عام 2026 فصاعداً، ستأتي المساعدة الرئيسة في التجاوز من طاقة كهربائية إضافية عبر وضع التجاوز الجديد، عندما يكون السائقون على بعد ثانية واحدة من السيارة التي أمامهم عند نقاط التفعيل، سيتمكنون من استخدام طاقة إضافية لمحاولة التجاوز، مع توفر طاقة إضافية قدرها 0.5 ميجا جول.
ولا يقتصر التغيير في عام 2026 على هيكل السيارة فحسب، بل يشمل أيضاً وحدات طاقة جديدة، لا تزال وحدة الطاقة المعاد تصميمها تعتمد على محرك هجين سعة 1.6 لتر، وهي مبنية على أكثر المحركات كفاءة في العالم، مع زيادة ملحوظة في طاقة البطارية بنسبة 300%، وتوزيع متساو بين طاقة الاحتراق الداخلي والطاقة الكهربائية.
إلى جانب الموردين المعتادين مرسيدس وفيراري، تدخل أودي لأول مرة، وتعود هوندا بقوة إلى هذه الرياضة مع أستون مارتن بعد انسحابها في عام 2021، وتنضم فورد إلى المنافسة لدعم شركة ريد بل باورترينز الجديدة، التي ستصنع وحدات الطاقة لفريقي ريد بل ريسينج وريسينج بولز.
كما أدت اللوائح الجديدة إلى انضمام شركة كاديلاك كصانع جديد في سباق جائزة ملبورن الكبرى الذي يفتتح الموسم، وستصبح العلامة التجارية الفاخرة لشركة جنرال موتورز أول مشارك جديد كلياً في رياضة الفورمولا 1 منذ فريق هاس في عام 2016.
ويعد ازدياد استخدام الطاقة الكهربائية أحد عناصر تحرك الاتحاد الدولي للسيارات (FIA) الهام نحو رياضة فورمولا 1 أكثر استدامة بدءاً من عام 2026، ستستخدم جميع سيارات الفورمولا 1 أنواعاً متطورة من الوقود المستدام.
ولا تقتصر لوائح عام 2026 على تحسين السباقات فحسب، بل إن سعي الاتحاد الدولي للسيارات الدؤوب لرفع مستويات السلامة باستمرار سيؤدي أيضاً إلى جعل سيارات عام 2026 أكثر أماناً وحماية من أي وقت مضى، وسيساهم الهيكل الأمامي المعدل للحماية من الصدمات، والحماية الجانبية المعززة، في توفير حماية إضافية للسائقين في حالة الاصطدام، بينما زادت أحمال قفص الحماية من 16جي إلى 20 جي.
إقرأ المزيد


