تحت رعاية حمدان بن زايد.. جائزة «سرد الذهب» تعلن أسماء الفائزين بدورتها لعام 2025
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

تحت رعاية سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أعلن مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، أسماء الفائزين بالدورة الثالثة من جائزة «سرد الذهب» لعام 2025، التي تهدف إلى تكريم رواة السير والآداب والسرود الشعبية محلياً وعربياً، ودعم فنون السرد القصصي والبصري، وتسليط الضوء على آداب الحكاية الشعبية والسردية الإماراتية، والإنتاجات الجديدة والمبتكرة في هذا المجال، التي من شأنها إبراز قيم التراث الإماراتي والعربي.

ونال جائزة «سرد الذهب» لعام 2025 تسعة فائزين من دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب ومصر وسلطنة عُمان والكويت.  وشهدت الجائزة في دورتها الحالية، إقبالاً واسعاً للمشاركة في فروعها، وبلغ إجمالي عدد الدول المشاركة 37 دولة، مقارنةً بـ 22 دولة فقط في الدورة الأولى، بزيادة وصلت إلى 68% خلال أقل من 3 أعوام. واستقبلت ترشيحات من دول تشارك للمرة الأولى، هي: ألبانيا والنمسا وتشاد والدانمارك وإيطاليا واليابان، بما يعزز من المكانة العالمية المرموقة التي تتمتع بها الجائزة.

وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «إن حجم المشاركات الدولية في جائزة سرد الذهب يعكس بوضوح الرؤية الحضارية الطموحة التي تسعى القيادة الرشيدة إلى تجسيدها. فهي تعزز مكانة أبوظبي كوجهة ثقافية عالمية ومنصة رائدة تحتضن الإبداعات الإنسانية، مما يعكس التزامنا بترسيخ حضورنا الفاعل على الساحة العالمية. إن الجهود المبذولة من خلال هذه الجائزة تتجاوز كونها فعاليات ثقافية تقليدية، إذ تشكل جزءاً من منظومة شاملة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز دور الدولة في تفعيل أدوات القوة الناعمة. نحن نطمح من خلال هذه الجهود إلى توسيع فضاءات الحوار الثقافي، مما يسهم في تعزيز الفهم المتبادل والتواصل بين الشعوب. تتوجه الجائزة أيضاً إلى ضمان استدامة التراث غير المادي، من خلال تشجيع الأبحاث والتوثيق في السرديات الإماراتية والعربية. إن اهتمامنا بالتراث الثقافي يعكس حرصنا العميق على نقل قيمنا وهويتنا الثقافية إلى الأجيال المقبلة، مما يسهم في تعزيز الانتماء الوطني ويعزز من رصيدنا الثقافي على المستوى العالمي».

وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «اجتذبت جائزة سرد الذهب في دورتها الثالثة أهم التجارب الإبداعية في فنون السرد الشعبي والقصصي والحكاية الشعبية، ما يعزز مكانتها كحاضنة لهذه المجالات التراثية المتأصلة في وجدان الأجيال، ونفخر بالنتائج الملموسة التي حققتها الجائزة التي تقدم نمواً متزايداً في كل نسخة، وتستقطب دولاً وروّاداً، للترشح إلى فروعها، ما يؤكد عمق هذا الموروث الثقافي الذي يبذل مركز أبوظبي للغة العربية جهوده، لتعزيزه ونشره وتشجيع الأعمال الإبداعية والبحوث الأدبية في مجالاته، ودعم أصحابها وتكريمهم، تجسيداً لرسالتنا  في صون الموروث الشعبي كرافدٍ مهم للتراث الثقافي العربي». 

وقال الدكتور عبدالله ماجد آل علي، المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية، رئيس اللجنة العليا لجائزة سرد الذهب: «ما تحققه الجائزة عاماً بعد عام من حضور متصاعد ونجاحات لافتة، يعبر بعمق عن الرؤية الثقافية الراسخة التي تنتهجها إمارة أبوظبي في صون الذاكرة الأدبية وإثراء رصيد المكتبة العربية. فهذه الجائزة لم تعد مجرد مساحة للاحتفاء، بل تحولت إلى مشروع معرفي متكامل يسعى إلى حفظ الذاكرة الجمعية وربط الأجيال بجذورهم الحضارية عبر فنون السرد التي تشكل ببلاغتها وامتدادها التاريخي ركيزة للإبداع الأدبي، وحافظة لمسارات الوعي وتحولات الشعوب».

وأضاف: «إن الأعمال المشاركة في هذه الدورة قدمت مقاربات مبدعة استلهمت التراث والموروث الشعبي، وأعادتهما إلى القارئ بصيغ تتناغم مع نبض العصر، بما ينسجم مع رؤية الدولة في ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز مكانة دولة الإمارات بوصفها حاضنة للمبدعين ومنارة ثقافية تنطلق من عمقها المحلي لتحاور الثقافات الأخرى بلغة إنسانية راسخة ومشتركة».

وفاز عن فرع «القصة القصيرة للأعمال السردية غير المنشورة»، أربعة مشاركين، نجحوا في طرح موضوعات مهمة بأساليب سردية متميزة، وهم: عبدالبر الصولدي من المغرب، عن مجموعته «نزيف الأطياف»، التي اتسمت بأصالتها وانتمائها العميق إلى البيئة الشرقية والروح الإنسانيّة، مع توظيفه لأسلوب ساخر، ولغة مكثفة تحمل دلالات فكرية وجمالية وفلسفية عميقة، أكسبها صوتاً قصصياً متفرداً، ومحمد منصور محمد من مصر، عن مجموعته «أكثر من أربعين شبيهاً»، التي تميزت بعمقها الفلسفي والسريالي، الذي يوازن بين التجريب الفني والالتزام بالواقع الإنساني والاجتماعي، عبر سرد شائق، ولغة تعبّر عن أفكار واقعية برؤية رمزية، تتجاوز المحلي إلى الإنساني بأدوات لغوية، ومعرفة معجمية متفردة، وشريف صالح من مصر، عن مجموعته «حكايات مزدوجة»، التي سعى فيها إلى خلق عالم رمزي يستند إلى الموروث العربي والخيال الجمعي، جامعاً بين الأصالة والتجريب، وتعدد مستويات اللغة والأساليب، والإبداع في توظيف الرموز المستمدة من التراث العربي والوجدان الجمعي، إضافة إلى الدكتورة غالية بنت عيسى الزبيدية علي من سلطنة عُمان، عن مجموعتها «بئر الغياب»، من حكايات الماء في الأساطير العمانية، التي وظّفت فيها الموروث الشعبي والأسطورة العمانية في بناء سردي معاصر يجمع بين الواقعية والخيال الرمزي، معبّرة عن البيئة المحلية وتحولاتها الاجتماعية والثقافيّة، بسرد يتّسم بالبراعة، واللغة الشعرية ذات البعد الفلسفي.

وفي فئة «القصة القصيرة للأعمال السردية المنشورة»، الذي شهد تنافساً لافتاً بين أعمال عكست تطور أدوات السرد العربي، وسلط الضوء على الإصدارات الحديثة التي أثرت المكتبة العربية، فاز يوسف ذياب خليفة من الكويت، عن مجموعته القصصية «زمن سيد اللؤلؤ»، الصادرة عن «دار منشورات ذات السلاسل» في العام 2024، التي نجحت في استحضار البيئة الخليجية وتحولاتها عبر سردية بصرية لافتة، موظفاً اللهجة المحلية لتعميق الهوية السردية للشخوص، مع طرح قضايا اجتماعية وإنسانية بجرأة وواقعية، في بناء قصصي يوازن بين الذاكرة المكانية وطرح الأسئلة الراهنة بلغة واضحة مباشرة.

وعن فرع «السرود الشعبية»، فازت ميرال الطحاوي من مصر، عن كتابها «بعيدة برقَة على المرسال: أشعار الحب عند نساء البدو» الصادر عن «مركز المحروسة» في عام 2020، والذي يُعدّ إضافة نوعية إلى المكتبة العربية؛ إذ يقدم رؤية مختلفة، حول التراث البدوي والشعر النسائي، ويجمع بمهارة فائقة بين جمال السرد الأدبي ودقة البحث الأكاديمي الرصين، ويقدم إسهاماً كبيراً في الكشف عن جوانب مهمة من التراث البدوي المتعلق بالإبداع النسائي والتعريف به، وإبراز دور المرأة البدوية في حفظ التراث الشعري ونقله، ومكانتها في التراث الثقافي.

وحصد جائزة فرع الرواة علي الكندي المرر من دولة الإمارات، أحد أهم الأسماء البارزة في مجالات الشعر والتاريخ والتراث المحلي؛ إذ جمع بين الحسّ الأدبي، والبحث الميداني لتوثيق السردية الإماراتية، في أبعادها المتنوعة، وأسهم في تعزيز الوعي المجتمعي بالتراث، من خلال كتبه ومؤلفاته ومقالاته وبرامجه التي قدمها في مختلف وسائل الإعلام، واستطاع أن يحوّل جهوده البحثية والأدبية إلى مشروع متكامل، أسهم من خلاله، في صياغة الذاكرة الإماراتية وحفظها للأجيال المقبلة. 

وحظي فرع «السردية الإماراتية» بفائزين من دولة الإمارات، هما جمال بن حويرب؛ أحد أهم الأدباء والشعراء ومُحركي النشاط الثقافي السردي في الدولة، ومن أهم إنجازاته في سياق السردية الإماراتية، إعداد وتقديم برنامج «الراوي» التلفزيوني الذي يُعد ثروة وطنية في حفظ السرود الإماراتية خاصة، والخليجية والعربية عامة، نظراً لما شمله من معلومات عن الشعر والشعراء، والوصايا الاجتماعية، وقصص الرواد، وحكايا الديار، والرحلات، ونفائس المخطوطات والوثائق القديمة.

أما الفائز الثاني في فرع «السردية الإماراتية» فهي هدى إبراهيم الخميس، إحدى الشخصيات الثقافية البارزة في دولة الإمارات، والتي أسهمت بدور محوري في تعزيز السردية الثقافية الإماراتية الحديثة، منذ تأسيسها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وقد عملت على إرساء بنية ثقافية راسخة تعبر عن روح الإمارات الحديثة، ونجحت من خلال مبادراتها وبرامجها المتنوعة في تعزيز مكانة أبوظبي منصةً عالمية تلتقي فيها الثقافات، لتحتفي بالهوية الإماراتية في أبهى صورها، بما يعّزز حضور السرد الوطني الموسيقي في المحافل الدولية. 

ومن المقرر أن يقام حفل تكريم الفائزين في يناير 2026 في حصن الظفرة، تزامناً مع مهرجان الظفرة للكتاب.



إقرأ المزيد