بيوت تحت الجذوع!
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

رجل وزوجته يجلسان أمام منزلهما الذي تضرر جراء فيضان مفاجئ تعرضت له مؤخراً مقاطعة آتشيه الواقعة في أقصى شمال جزيرة سومطرة الإندونيسية، إثر إعصار استوائي نادر ضرب الجزءَ الشمالي من الجزيرة مصحوباً بأمطار غزيرة استمرت لأيام. ورغم جهود الإنقاذ المتواصلة، فلا يزال بعض السكان عاجزين عن الوصول إلى مكان بيوتهم التي غمرها الوحل وتراكمت عليها الأخشاب وطمرتها الصخور.

لقد اجتاح الفيضان الجارف عدة بلدات في المقاطعة، متسبباً بحدوث انهيارات أرضية وصخرية، ومخلفاً وراءه أكثر من 1100 قتيل ومئات المفقودين وآلاف المنازل المدمرة وكميات هائلة من الوحل الطيني والأخشاب المتراكمة. يقول أحد السكان: «كان الفيضان كأنه يشبه يوم القيامة.. سيلٌ جارف من المياه السوداء يحمل الحطام». وكانت آتشيه قد تأثرت بتسونامي المحيط الهندي قبل عقدين من الزمن، ثم استعادت عافيتَها وأعاد كثيرون بناءَ منازلهم، لكن الفيضان الأخير جرف البعض منها، لذا يقول أحد مالكي هذه المنازل المعاد بناؤها: «هذا الفيضان أشد فتكاً من التسونامي.. اختفت الأرض التي بُني عليها منزلي دون أثر».

وقالت سيدة من السكان أيضاً: «خلال التسونامي، غمرت المياهُ المنازلَ ودمرتها، ثم انحسرت.. لكن قريتنا هذه المرة تحولت إلى مصبّات أنهار». ويقول آخر: «بيتي مدفون تحت هذه الجذوع». وبعد مرور أكثر من شهر على الإعصار، لا يزال نحو 400 ألف شخص في الجزيرة نازحين، معظمهم في مقاطعة آتشيه.

ويُلقي بعضُهم باللائمة في عدم كفاية جهود الإنقاذ على نقص الآليات الثقيلة اللازمة لإزالة الجذوع والصخور وغيرها من الأنقاض. ووفقاً لخبراء البيئة فإن الفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية المميتة تفاقمت بسبب سنوات من قطع الأشجار العشوائي في الجزيرة، مما خلّف أكواماً من جذوع الأشجار الاستوائية على مدى البصر، وكانت أكثر شيء تسبب في حدوث الأضرار وتأذى منه السكانُ عقب الفيضان الأخير الذي خلّف آلافَ البيوت مدفونةً تحت الجذوع. (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)



إقرأ المزيد