اتفاقية لبدء أعمال إنشاء أول منشأة لوقود الطيران المستدام في الفجيرة
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

حسام عبدالنبي (أبوظبي)

وقّعت شركة الإمارات للبترول «إمارات» مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة «مينا للوقود الحيوي» خلال مؤتمر صحفي عُقد اليوم على هامش فعاليات «أديبك 2025»، بحضور معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، لتوفير قنوات محلية تُعزّز مسار التنفيذ التجاري لمشروع بناء أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات ضمن منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة. 
وأعلنت «مينا للوقود الحيوي» خلال الحدث عن إطلاق أول مناقصة من مرحلتين للهندسة والتوريد والإنشاء والتشغيل الخاصة بالمنشأة الجديدة في الفجيرة. وتشمل الحزمة الأولى من المناقصة تصميم وتنفيذ المرافق الخاصة باستلام المواد الخام وتخزينها وتوزيعها، إضافة إلى مرافق تخزين الوقود المستدام والمنتجات الثانوية الناتجة عن عملية المعالجة. أما الحزمة الثانية من المناقصة، والتي من المقرر طرحها خلال الربع الأول من عام 2026، فستغطي وحدات المعالجة الرئيسة الخاصة بتكرير الوقود المستدام، إلى جانب البنية التحتية المساندة، مما يشكّل خطوة محورية نحو الانتقال إلى مرحلة التنفيذ الكامل لأول منشأة من نوعها في دولة الإمارات.
وقال علي خليفة الشامسي، مدير عام شركة الإمارات للبترول «إمارات» إن بناء منظومة وطنية متكاملة لإنتاج الوقود الحيوي، يتطلب تعاوناً بين المستثمرين وشبكات التوزيع إلى جانب توظيف التقنيات الحديثة.
 وأكد أنه من خلال اتفاقية التعاون بين «إمارات» و«مينا للوقود الحيوي»، تتحول هذه الرؤية إلى واقع ملموس عبر إنتاج كميات متزايدة من الوقود المستدام المعتمد والمعالج محلياً في الفجيرة، ما يمنح شركات الطيران مساراً موثوقاً لتقليل انبعاثاتها الكربونية. 
وأشار إلى أن دعم تطوير هذا المسار في منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة، يؤسس لقدرات إنتاجية محلية يعتمد عليها قطاع الطيران في الدولة، ويسهم في تحقيق أهداف خريطة الطريق الوطنية للوقود المستدام للطيران 2030 واستراتيجية الحياد المناخي 2050، مع الحفاظ على القيمة الاقتصادية وفرص العمل والخبرات داخل الدولة. 
ومن جهته قال محمد سعيد الرقباني، رئيس مجلس إدارة «مينا للوقود الحيوي» إن المنشأة ستعمل على إنتاج وقود طيران مستدام معتمد دولياً، وفقاً لأعلى معايير الجودة والانبعاثات، حيث ستنتج المرحلة الأولى 125 مليون لتر سنوياً، أي ما يعادل نحو 18% من مستهدفات السياسة العامة لوقود الطيران المستدام في الإمارات بحلول 2030، على أن تتضاعف القدرة الإنتاجية إلى 250 مليون لتر سنوياً في المرحلة الثانية، لتسهم بما يصل إلى 36% من إجمالي الإنتاج المستهدف.
 وأضاف أن حجم الاستثمار في المرحلة الأولى يقدر بنحو 200 مليون دولار، فيما تبلغ المرحلة الثانية 100 مليون دولار إضافية، ما يجعل المشروع أحد الركائز الرئيسة لخريطة طريق الإمارات بهذا المجال، وخطوة مهمة نحو تحقيق استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، مؤكداً أن هذا التقدّم يمثّل مرحلة مهمة في ترجمة رؤية المشروع إلى واقع ملموس، ويعزز مكانة دولة الإمارات كمركز إقليمي لإنتاج وقود الطيران المستدام، مع ضمان توافر إمدادات مستقرة من الفجيرة إلى أسواق الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي والأسواق العالمية.بدوره قال الكابتن سالم الأفخم، مدير منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة، إن إطلاق أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات من الفجيرة يشكل علامة فارقة ويجسّد التزام مشترك بتحقيق استراتيجية الحياد المناخي 2050، والمضيّ قدماً في التحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة. وأوضح أن المشروع ينسجم مع رؤية الإمارة، ودولة الإمارات عموماً، في تعزيز القيمة الاقتصادية محلياً من خلال الجمع بين الاستثمار والابتكار والقدرات الصناعية لبناء منظومة متكاملة تعزّز الاستدامة الاقتصادية والبيئية على المدى الطويل، منوهاً بأن منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة تواصل تطوّرها من كونها واحدة من أكبر ثلاثة مراكز عالمية لتخزين وتزويد السفن بالوقود إلى منظومة طاقة متكاملة تجمع بين القدرات التصنيعية والتقنيات المتقدمة لتحويل المواد الأولية إلى وقودٍ أكثر استدامة وأعلى قيمة. 



إقرأ المزيد