جريدة الإتحاد - 11/22/2025 10:51:42 PM - GMT (+4 )
تعد العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت نموذجاً يُحتذى به في المنطقة، لما تتميز به من متانة ورسوخ تاريخي جعلا منها علاقةً أخويةً تتجاوز الأطر الدبلوماسية التقليدية إلى شراكة حقيقية تقوم على التعاون والتكامل ووحدة المصير. فقد أسّست الدولتان منذ عقود نهجاً ثابتاً من التعاون والتآزر انعكس على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ليشكّل ركيزةً أساسيةً في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. فعلى الصعيد السياسي، تَجمع بين الكويت والإمارات رؤى مشتركة حول أهمية الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، وضرورة تعزيز العمل الخليجي المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وقد ظهر هذا الانسجام بوضوح في التنسيق الدبلوماسي المستمر بين البلدين في المحافل الإقليمية والدولية، حيث تعمل الدولتان جنباً إلى جنب للدفاع عن القضايا الخليجية والعربية، ولتعزيز سياسات الحوار والسلام والتنمية المستدامة.
وقد شهدت العلاقات بين الدولتين تطوراً ملحوظاً عبر العقود، تجسد في نمو حجم التبادل التجاري والاستثماري، وحرص الشركات الإماراتية والكويتية على التعاون في مجالات الطاقة والعقارات والبنوك والخدمات اللوجستية. وتأتي هذه الشراكة الاقتصادية انعكاساً لروح الانفتاح والفرص الواعدة التي يوفرها اقتصادا البلدين، بالإضافة إلى البيئة الاستثمارية الجاذبة التي تعزز التعاون المشترك وتفتح آفاقاً جديدة أمام المشاريع المستقبلية.
أما على المستوى الاجتماعي والشعبي، فترتبط الكويت والإمارات بروابط راسخة من الأخوّة والمحبة، إذ تجمع الشعبين علاقات تاريخية وثقافية عميقة تعود إلى ما قبل تأسيس الدول الحديثة. وتُثري الزيارات المتبادلة بين المواطنين هذه الروابط، سواء أكانت بهدف السياحة أو التعليم أو العلاج أو الأعمال.. مما يعكس طبيعة العلاقة التي تقوم على القرب الاجتماعي والتواصل المستمر.
كما تعزز الفعاليات الثقافية والرياضية، وبرامج التبادل الشبابي، حضور هذا التقارب الذي يعد أحد أهم عناصر قوة العلاقة بين البلدين.
ولا يمكن الحديث عن العلاقات الكويتية الإماراتية دون التوقف عند الموقف التاريخي المشرِّف لدولة الإمارات إبّان الغزو الصدّامي للكويت عام 1990. فقد كانت الإمارات، بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مقدمة الدول التي أعلنت تضامنها الكامل مع الكويت وشعبها، وشاركت بفاعلية في جهود التحرير، وقدّمت الدعم السياسي والعسكري والإنساني خلال تلك الفترة العصيبة. وسيظل هذا الموقف الأخوي محفوراً في الذاكرة الكويتية كدليل على عمق العلاقة ووحدة المصير المشترك.
وقد توجّت هذه العلاقات حالياً تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي كجزء من منظومة متماسكة تعزز التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، حيث أسهمت مسيرة المجلس في دفع العمل المشترك بين الكويت والإمارات إلى آفاق أرحب، من خلال التنسيق الأمني والاقتصادي، وتوحيد العديد من التشريعات، والعمل على الدفع نحو مستقبل خليجي موحد ومزدهر.
وفي المحصلة النهائية، فإن العلاقات بين الكويت والإمارات ليست مجرد علاقات بين دولتين يجمعهما إقليم جغرافي واحد، بل هي علاقات أخوية متجذرة في التاريخ والمجتمع والثقافة، أساسها المحبة والوفاء ووحدة الهدف والمصير المشتركين. وهي كذلك علاقات مرشحة دائماً لمزيد من النمو والتطور والازدهار، بما يخدم الشعبين الشقيقين ويعزز قوةَ البيت الخليجي.
وكل اللقاءات والمبادرات التي يتم اتخاذها هي تتويج للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.
*كاتب كويتي
إقرأ المزيد


