الذكاء الاصطناعي وتعزيز جهود الحفاظ على البيئية
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

في إطار حرصها المستمر على تعزيز ريادتها في مجال العمل البيئي، واستثمار الإمكانات والتقنيات الحديثة لحماية التنوع البيولوجي والغطاء النباتي والموائل الطبيعية، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة إطلاق المبادرات والمشاريع المستدامة، التي تعتمد أحدث التكنولوجيات المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي في مجال العمل البيئي، مع التركيز على التوعية والممارسات الصديقة للطبيعة.

وفي هذا الإطار، أطلقت هيئة البيئة- أبوظبي، خلال مؤتمر «كوب 30» في البرازيل، منصة إلكترونية لحالة البيئة، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (ADSOEP)، لرصد الحالة البيئية في إمارة أبوظبي من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، والنماذج اللغوية التي تحلل بيانات أجهزة الاستشعار والتقارير البحثية بشكل تلقائي، وهو ما يُتيح أيضاً تقديم توقعات حول المؤشرات البيئية الرئيسية، ضمن عملية سريعة وعالية الدقة، تحافظ على أعلى معايير الشفافية والجودة.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام للهيئة، إن إطلاق بوابة رصد حالة البيئة في أبوظبي يُمثِّل نقلة نوعية في مهمتنا نحو تحسين جودة الحياة، حيث توفِّر المنصة المُعزّزة بالذكاء الاصطناعي معلومات بيئية فورية واضحة تدعم اتخاذ القرارات اللازمة لحماية أنظمتنا البيئية الثمينة بشكل استباقي، وتُعَدُّ إنجازاً يعزِّز مكانة أبوظبي الرائدة عالمياً في العمل البيئي والابتكار.
وتعمل بوابة رصد حالة البيئة في أبوظبي من خلال خصائص عدة طُوِّرَت بالتعاون مع شركاء استراتيجيين، هم شركة «إي آند إنتربرايز»، ومجموعة «أكورد» للأعمال، لتشمل أتمتة مؤشرات الأداء الرئيسية بما يتيح الحصول على تقارير فورية، ترفع الكفاءة التشغيلية وتوفر الوقت، إلى جانب دمج مراجعات الخبراء والمختصين لضمان الإشراف البشري المستمر، وتمكين صُنّاع القرار من التفاعل مع البيانات الفورية عبر لوحات معلومات سهلة الاستخدام مدعومة بنماذج لغوية، وتقنيات معالجة تحلل البيانات البيئية، وهو ما يجعل المنصة نموذجاً عالمياً جديداً للرصد البيئي.
وقد استند إطلاق هذه المنصة الإلكترونية إلى تقرير حالة البيئة في أبوظبي الذي نُشِر في فبراير 2025، فقد مثَّل إعداد هذا التقرير مصدراً حيوياً للبيانات المتعلقة بأكثر من 1000 مؤشر أداء رئيسي في أربعة مجالات رئيسية، تشمل الهواء، وموارد المياه، والأرض، والتنوُّع البيولوجي، إلا أنَّ عملية إعداد التقرير الشامل استغرقت وقتاً طويلاً، وتطلَّبت موارد بشرية ومالية كبيرة.
ويشير أحمد باهارون، المدير التنفيذي لقطاع المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في الهيئة إلى أن بوابة رصد حالة البيئة في أبوظبي تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتحويل البيانات البيئية المعقَّدة إلى رؤى وتصوُّرات دقيقة، من خلال جمع آلي للبيانات وتحليل ذكي للنماذج، وهو ما يتيح فهم التغيُّرات البيئية بشكل أفضل، ويسهم في عملية اتخاذ القرارات.
لقد عملت هيئة البيئة – أبوظبي، منذ انطلاقها عام 1996 على إطلاق المبادرات والبرامج الهادفة لحماية البيئة وتعزيز الحياة الفطرة والتنوع البيولوجي، حتى أصبحت الهيئة أحد أهم المؤسسات البيئية المتخصصة، التي لا يقتصر تركيزها على إمارة أبوظبي فحسب، بل يمتد نشاطها البيئي إلى المستويين الإقليمي والدولي، وتسارع الهيئة بشكل مستمر إلى تبني أحدث التقنيات والتكنولوجيات في مشاريعها الحيوية.
وقد سبق للهيئة أن أطلقت في يونيو 2025 مشروعاً لنثر ملايين بذور نباتات البيئة المحلية في المحميات الطبيعية في أبوظبي، باستخدام تقنيات الطائرات المسيرة، في عملية تتم مراقبتها باستخدام مستشعرات ذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تقييم مدى استجابة الغطاء النباتي، ونمو الشجيرات والنباتات المستهدفة.
لقد ارتكزت رؤية دولة الإمارات منذ نشأتها على نهج صديق للبيئة، يعمل على تبني أفضل السبل التي تحافظ على الغطاء النباتي والبيئات البرية والبحرية، انطلاقاً من مبادئ ورؤى علمية رصينة، ومما لا شك فيه أن إطلاق بوابة رصد حالة البيئة في أبوظبي، يُعد مثالاً عملياً على توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة، ومؤشراً إلى حرص دولة الإمارات على دعم الابتكارات التقنية، في جميع المجالات، وخاصة مجال الحفاظ على البيئة والموائل الطبيعية، لما لذلك من أبعاد حيوية.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. 



إقرأ المزيد