ما أشبهَ الليلةَ بالبارحة، وبعد 39 عاماً تكرّر مشهد تصفيات كأس العالم ما بين العراق والإمارات، وكانت الثانية الأخيرة بطلاً لمشهد في الحالتين، ودفع «الأبيض» ثمن تلك اللحظة غالياً، بضياع حلم التأهل إلى «مونديال المكسيك»، وخسارة فرصة التأهل إلى «الملحق العالمي» بالمكسيك.
ومن الطائف عام 1986 إلى البصرة 2025 ضاعت على «الأبيض» فرصة تحقيق الحلم المونديالي مرتين، ليتأجل الحلم 4 سنوات أخرى، لعله يتحقق في مئوية «المونديال»!
وما حدث في الطائف عام 1986، لا يزال عالقاً في الأذهان، عندما خسر «الأبيض» أمام العراق في دبي بثلاثة أهداف لهدفين، وعندما تقابل الفريقان في مباراة الإياب بالطائف، تقدّم منتخب الإمارات بهدفين نظيفين، سجّلهما الفهد والطلياني، وهو ما كان يكفي لتأهُّل المنتخب لملاقاة شقيقه السوري في الدور الأخير للتصفيات، وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، إذ برضوان لاعب شباب الأهلي السابق يسجّل هدفاً في مرماه، ليتأهل العراق، بينما غادر منتخب الإمارات التصفيات، بعد مباراة مجنونة.
وبعد 39 عاماً من تلك الواقعة تُدير «الثانية الأخيرة» ظهرها مرة أخرى لـ«الأبيض»، وبينما كانت مباراة الإياب في البصرة تقترب من الشوطين الإضافيين، بعد تعادل المنتخبين ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة «1-1»، إذ بالحكم الياباني يحتسب ضربة جزاء لمصلحة المنتخب العراقي، نفذها اللاعب أمير بنجاح، ومعها أطلق الحكم صافرة النهاية، بعد 17 دقيقة وقتاً محتسباً بدلاً من الضائع، لتضع «الثانية الأخيرة» نقطة في آخر السطر لمشاركة «الأبيض» في التصفيات، بعد أن فرّط في كل الفرص التي لاحت له، وأهمها في «الملحق الآسيوي» الأول عندما خسر أمام قطر، بينما كان التعادل يكفيه لتكرار إنجاز «مونديال 1990». 
***
من غرائب مواجهة البصرة أن اللاعب يحيى نادر، أحد نجوم المباراة، كان بطل كل اللحظات المثيرة في المباراة، مرّر تمريرة سحرية للاعب كايو سجّل منها هدف الإمارات الوحيد، واصطدمت الكرة به، فتحولت داخل مرمى خالد عيسى، مسجّلة هدف التعادل للعراق، وأكتمل المشهد في الثانية الأخيرة، عندما لمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، فاحتسب الحكم الياباني ضربة الجزاء بعد مراجعة «الفار»!
***
باتت فرصة العراق ممثّل آسيا والكونغو الديمقراطية ممثل أفريقيا كبيرة في التأهل إلى المونديال، حيث ينتظر العراق الفائز من مواجهة بوليفيا وسورينام، بينما ينتظر منتخب الكونغو الفائز من مباراة نيوكاليدونيا وجامايكا.