جريدة الإتحاد - 11/24/2025 2:27:31 PM - GMT (+4 )
رجل يرتدي «بونشو» ليقي نفسه من مياه المطر المنهمر في حي «ميد سيتي هايتس» بمدينة لوس أنجلوس، أكبر مدن ولاية كاليفورنيا الأميركية وأشهرها، حيث تهاطلت على مدى الأسابيع الأخيرة أمطار غزيرة لم يعتدها السكان من قبل.
أحد فناني القصص المصورة من سكان الحي يتحدث عن قلة إلمام زوجته وجيرانه بالمطر وعن رعبهم من الرعد، حيث أيقظته الزوجة من نومه لتسأله: «هل سمعتَ ذلك؟ هل كان زلزالاً؟». ويضيف: «كانت الأمطار غزيرة طوال الليل.. المطر ليس شيئاً معتاداً بالنسبة لنا، ومن النادر جداً سماع صوت الرعد».
وإلى وقت قريب، تعودت كاليفورنيا على الجفاف ومواسم الصيف الطويلة، لكنها في السنوات الأخيرة أخذت تشهد تحولاً مناخياً حاداً، وأصبحت الأمطار تبدأ في التهاطل بين أواخر الخريف وأوائل الربيع، لتتلقى أجزاء كثيرة من الولاية معظم أمطارها السنوية في هذه الفترة. وقد بدأ موسم الأمطار هذا العام بتهاطلات غزيرة على نحو استثنائي، وسجل وسط مدينة لوس أنجلوس قرابة 7 بوصات من الأمطار منذ مطلع أكتوبر، مما يجعلها خامس أكثر بداية موسم أمطار غزارةً في السجلات المطرية التي يعود تاريخها إلى عام 1899. وآخر مرة شهدت فيها المدينة بداية مطرية مشابهةً كانت في عام 1967، مما يعني أن معظم سكانها لم يشهدوا قط فصلاً مثل هذا في غزارة أمطاره، وهو ما جعل فنان القصص المصورة يقول: «لا أحد في لوس أنجلوس يعرف كيفية القيادة تحت المطر».
ويعرف جنوب كاليفورنيا بمناخه الصحراوي الجاف، وقد شهد العام الماضي جفافاً استمر لعدة أشهر وساهم في تأجيج حرائق الغابات التي اجتاحت بعضَ أحياء المقاطعة، وهي كارثة يتوقع أن لا تتكرر هذا العام بفضل الأمطار الأخيرة.
وكما يقول خبراء الأرصاد الجوية، فقد جاءت معظم هذه الأمطار جرّاء عاصفة ممطرة جلبت معها رطوبةً من المحيط الهادئ، ثم أسقطت الكتلَ المطريةَ فوق جبال «سانتا ينز»، لتنتقل منها إلى لوس أنجلوس، حيث سجل وسط المدينة أعلى منسوب أمطار منذ عام 1952.
وقد تسببت أمطار لوس أنجلس الأخيرة في فيضانات على الطرق، وانزلاقات صخرية وطينية على ضفاف الوديان، كما غمرت المياه شوارع المدينة إلى درجة أن بعض السائقين تقطعت بهم السبل مع سياراتهم، لأنهم «لا يعرفون كيفية القيادة تحت المطر»!
(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)
إقرأ المزيد


