رحيل القاص الإماراتي علي الحميري
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

سعد عبد الراضي (أبوظبي)

فقدت الساحة الثقافية الإماراتية، صوتاً سردياً ظلّ وفيّاً لدهشة الحياة وتفاصيلها، وهو القاص علي الحميري، الذي شكّل حضوراً نوعياً في المشهد القصصي منذ تسعينيات القرن الماضي، تاركاً وراءه إرثاً أدبياً غنياً بالمقاربات الإنسانية، والخيال، واللغة الشفافة التي ميّزت تجربته الإبداعية.
ويُعد الحميري من كتّاب الجيل الذي أسهم في ترسيخ القصة القصيرة الإماراتية بأسلوبه الخاص، حيث قدّم خلال مسيرته مجموعات قصصية متتابعة رسخت اسمه كأحد أهم كتّاب السرد المحلي؛ من بينها: «قزم وعملاق» (1999)، و«الداسيات» (2000)، و«ذرة فوق شفة» (2001)، و«شيء من هذا القبيل» (2001)، و«عيون السمك الباردة» (2002)، و«شفافية الثلج» (2003)، و«خربشات على أديم الجدران» (2008)، إضافة إلى روايته البارزة «النبراس» (2006)، وآخر أعماله «تيجان البونسيانا» الصادرة عن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات.
وتميّزت تجربة الحميري بالاقتراب من الهشاشة الإنسانية، وبناء عوالم داخلية تنبض بمشاعر الشخصيات، مع قدرة لافتة على التقاط المفارقات اليومية وتحويلها إلى مشاهد سردية آسرة، ما جعل أعماله جزءاً أساسياً من ذاكرة القصة الإماراتية الحديثة.
وقد نعاه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعدد كبير من الأدباء والمثقفين، معتبرين أن خسارته ليست للمشهد المحلي فقط، بل للسرد العربي الذي فقد أحد مبدعيه الذين حافظوا على تفرّد صوتهم القصصي، وظلّوا قريبين من القارئ ومخلصين لفنهم حتى اللحظة الأخيرة.



إقرأ المزيد