جريدة الإتحاد - 12/7/2025 11:55:35 PM - GMT (+4 )
يتشكَّل الإعلام في عالمنا بتطور التكنولوجيا وعالم الاتصال السريع، ووسائل التواصل المتجددة، ما يجعلنا نقف لنفكر في الحاضر، ونرسم شكل المستقبل، في ظل التقاطعات بين عوالم المحتوى والاقتصاد والسياسة والإبداع والابتكار، ولاسيما أن الإعلام ركيزة يجب أن تُطوَّع في بناء المجتمعات وازدهارها، وعبور المعرفة والثقافة عبر وسائطها، وتشكيل الرأي العام والوعي المجتمعي، بما يساعد على نهضة الدول وحياة الإنسان ورفاهيته.في قمة «بريدج 2025»، الأضخم عالمياً في الإعلام والمحتوى والترفيه، يطرح صانعو السياسات والخبراء في أبوظبي الرؤى حول مستقبل الإعلام وسط تداخلات الذكاء الاصطناعي والإبداع والتكنولوجيا وصناعة التأثير والفنون، للنظر إلى مستقبلنا، والتفكير في إرهاصاته، عبر منصة تجمع قادة قطاعات الإعلام والتكنولوجيا والثقافة والتعليم والأعمال، لوضع تصور لشكل المحتوى، واستكشاف التعاون بين التقنيات والإنسان، وتمكين أجيال المستقبل من صياغة مستقبل الإعلام، وصناعة المحتوى العالمي بشكل عملي.
إنّ الإعلام ليس منعزلاً عن التنمية الاقتصادية، وصناعة الهوية المجتمعية، ولا يمكن الولوج إلى النجاح في التنمية والانتماء من دون دراسة أثر التكنولوجيا المتقدمة على الإنسان، والفرص من وراء هذه الأنظمة التكنولوجية في التأثير، وتقديم قيمة مضافة في عصر التفاعل الجماهيري بمعايير واضحة وشفافة.
إننا اليوم، لم نعد نعيش العالم في واقعه فقط، بل ربما نقضي كثيراً من أوقاتنا في عوالم افتراضية، لها تأثير واضح على حياتنا، وتقنيات لم نكن نتخيّلها، من النماذج البسيطة إلى توليد مشاهد رقمية تبدو معقّدة كما لو كانت حقيقية. إن عوالم الأخبار لم تتغير، لكن التقنيات فتحت الأبواب للحوار المفتوح، وعزّزت كفاءة الانتشار العالمي. وفي الوقت نفسه، فإن هذه التغيرات تطرح علينا أسئلة حول التحقق والنزاهة التحريرية، ودور الحكم البشري في صناعة الأخبار، وكيفية كشف المعلومات المضلّلة.
إن القمة تُشكل مسارات للأساس الفكري لمستقبل الإعلام في العالم، عبر رسم خريطة تنموية وثقافية يتكامل فيها الحوار بين صناع الإعلام والمبدعين والخبراء وقادة التكنولوجيا على منصة «بريدج»، لرسم ملامح العِقد المقبل، في عالم يتقاطع فيه الإعلام بالتكنولوجيا، والموسيقى بالذكاء الاصطناعي، والسينما بالبيانات.
ولبناء شراكات عالمية، تتسع «بريدج» للقطاعات التي تُشكّل ملامح اقتصاد المحتوى العالمي، الصحافة والبث والمنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي والسينما والموسيقى والتقنية، لبناء فرص بينية في هذه المسارات للنمو والاستثمار والتأثير، من خلال منصة دولية تستكشف أبعاد المحتوى وتأثيره كقوة اقتصادية وثقافية. من هذا المنطلق، تجمع القمة 400 متحدّث عالمي، و300 جهة عارضة، لرسم خريطة الإعلام واقتصاد صناعة المحتوى والفن والموسيقى والألعاب الإلكترونية والتقنية والتسويق وصناعة الأفلام.
لقد اعتاد مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات على فعالية مشاركته في القمم الدولية المُستشرِفة للمستقبل، الواضِعة لخريطة الطريق كـ «بريدج». ويُبرز المركز في هذا الحدث المعرفيةَ التفاعلية بين البحث العلمي والتقنية، عبر إصدارات بحثية متنوعة تتناول القضايا الإقليمية والدولية، خاصة التقاطعات بين الإعلام والتكنولوجيا، لتوظيف التكنولوجيا لخدمة المعرفة واستشراف المستقبل.
ولن يقف المركز عند عرض إصداراته البحثية فقط، بل سيسلّط دوائر النقاش على التطرف واستغلاله للتكنولوجيا والإعلام، في فعالية عن «تفكيك السرديات المتطرفة في عصر الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي». ويطلق «تريندز» حملة «كافح» لكشف تكتيكات الفكر المتطرف في المجتمعات، ومخاطر الجماعات الإرهابية، ومبادرات تتعمّق بالتحليل في عوالم الذكاء الاصطناعي، كما يطرح دراسة عن العلاقات بين القوى الدولية والشرق الأوسط، كإسهام بحثي يسهم في إثراء القمة بالفكر والبحث.
إنّ قمة «بريدج» لهي قفزة في رسم خريطة الإعلام والمحتوى الإبداعي على مستوى العالم، و«تريندز» يواكب التطورات المتسارعة في صناعة المحتوى والإعلام الهادف والمؤثر، والتواصل مع قادة الفكر من مختلف دول العالم، وكذا المؤسسات الدولية للتعاون في مشروعات متعددة في السنوات المقبلة، إذ يُقدم «تريندز» نموذجاً للمراكز البحثية التي توظّف أدوات المستقبل في تحليل الواقع، واستشراف التحديات القادمة. ولذلك، فإن المركز بالصفوف الأولى في الأحداث الدولية الكبرى في صناعة الوعي ورسم المستقبل، ومدّ جسور التواصل مع العالم، لبناء منظومة مستدامة تربط بين صناع الفكر والاستثمار والإعلام والتقنيات المتقدمة، لتتشارك هذه القطاعات المعرفةَ المتقدمة، وتتفاعل مع المستقبل للشرق والغرب.
*باحث - رئيس قطاع الشؤون الإدارية والإعلام، مركز تريندز للبحوث والاستشارات.
إقرأ المزيد


