جريدة الإتحاد - 12/23/2025 6:56:57 PM - GMT (+4 )
معتصم عبدالله (أبوظبي)
أكد ستيفان تيمبانو، الرئيس التنفيذي لشركة «أسباير»، أن ألعاب المستقبل أبوظبي 2025 شكلت نموذجاً متقدماً للأثر المحلي المباشر على قطاعي الرياضة والتقنية في دولة الإمارات، من خلال دمج المنافسات البدنية بالتقنيات الرقمية المتطورة ضمن مفهوم الرياضات الفيجيتالية، بما يعزز مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار الرياضي للأجيال المقبلة.
وأوضح في حوار خاص مع «الاتحاد»، أن تنظيم «أسباير» للحدث، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم من «أدنوك»، أسهم في تقديم تجربة رياضية متكاملة وعلى نطاق واسع، جمعت بين التنافس الميداني والتكنولوجيا المتقدمة ضمن منصة واحدة، عكست تطلعات الشباب وأساليبهم الحديثة في التدريب والمنافسة.
وأشار تيمبانو إلى أن مشاركة أكثر من 850 رياضياً يمثلون نحو 60 دولة، سلطت الضوء على أبوظبي كنموذج عملي لتطبيق رياضات المستقبل، في انسجام واضح مع مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031»، لا سيما في ما يتعلق بتعزيز رأس المال البشري، وتنمية القدرات الرقمية، ودعم القطاعات القائمة على الابتكار عبر الرياضة.
وحول دور الكفاءات الوطنية، شدد الرئيس التنفيذي لـ«أسباير» على أن الكوادر الإماراتية لعبت دوراً محورياً في مختلف مراحل التنظيم والتنفيذ، بدءاً من العمليات التشغيلية، مروراً بتكامل التقنيات وإدارة المنافسات، وصولاً إلى إنتاج المحتوى وصنع القرار، مؤكداً أن المشاركة لم تكن شكلية، بل جاءت ضمن أدوار أساسية بالشراكة مع خبرات دولية، بما يضمن نقل المعرفة بصورة مستدامة.
وكشف في هذا السياق عن العمل على توثيق هذه التجربة من خلال مذكرة تفاهم تجمع وزارة الرياضة مع «أسباير» و«فيجيتال إنترناشيونال»، بهدف ربط استضافة الفعاليات الكبرى بتطوير القدرات الوطنية وبناء كفاءات مهنية طويلة الأمد، في إطار يعكس التزام الدولة بإعداد كوادر قادرة على تلبية متطلبات المستقبل.
فيما يخص تطوير منظومة المواهب الإماراتية في الرياضات الرقمية، أوضح تيمبانو أن استضافة البطولة فتحت مسارات عملية لتمكين المواهب الوطنية، سواء على المستوى التنافسي أو المهني، مشيراً إلى مشاركة ثمانية فرق إماراتية في عدد كبير من التخصصات، من بينها كرة القدم الفيجيتالية، وكرة السلة الفيجيتالية 3×3، وسباق طائرات الدرون الفيجيتالية، والرماية الفيجيتالية، وغيرها.
وأضاف أن هذا النموذج يعكس آلية عمل منظومات المواهب الحديثة، القائمة على التعاون، وتطوير المهارات، والارتباط بالمنظومة الرياضية العالمية، مؤكداً أن مذكرة التفاهم مع وزارة الرياضة تشكل إطاراً مستداماً لتطوير المواهب، يشمل إعداد اللاعبين، وبرامج الشباب، وتأهيل الحكام، وتنظيم التصفيات الوطنية، إلى جانب إنشاء مراكز تدريب متخصصة في الرياضات الفيجيتالية، وإطلاق مركز «HITS Hub» للبحث والتطوير في الرياضات التقنية عالية الابتكار.
وأكد أن هذه المبادرات مجتمعة تسهم في بناء منظومة وطنية متكاملة ومستدامة للمواهب الإماراتية في مجال الرياضات الرقمية، بما ينسجم مع السياسات والاستراتيجيات الرياضية المعتمدة في الدولة.
الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا
حول رسالة «أسباير» من استضافة الحدث للمرة الأولى في المنطقة، قال تيمبانو إن الهدف يتمثل في التأكيد على أن دولة الإمارات لا تكتفي بمتابعة المعايير العالمية، بل تسهم في صياغتها وصناعة مستقبلها، من خلال الجمع بين الابتكار، وتمكين الشباب، والاستخدام المسؤول للتكنولوجيا.
واختتم بالقول إن «ألعاب المستقبل» تقدم الرياضة باعتبارها مختبراً حياً لتجربة الحلول التكنولوجية، وتعزيز التماسك المجتمعي والشمولية وبناء الثقة، بما يدعم القدرة التنافسية المستقبلية، ويؤهل الأفراد للعمل بثقة وكفاءة في العالمين الواقعي والرقمي على حد سواء.
إقرأ المزيد


