جريدة الإتحاد - 12/27/2025 1:17:18 AM - GMT (+4 )
طور فريق بحثي بقيادة باحثين من منظومة Mass General Brigham ومعهد Dana-Farber للسرطان أداة غير تدخلية قائمة على الذكاء الاصطناعي، جرى تطويرها والتحقق من فاعليتها، قادرة على التنبؤ باحتمال انتشار سرطان البلعوم الفموي لدى المريض، وهو أحد أنواع سرطان الرأس والعنق التي تنشأ في الحلق، ما يتيح تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاج مكثف بدقة أكبر.
وبحسب موقع «ميديكال إكسبريس» المتخصص في الأبحاث الطبية والذكاء الاصطناعي، قال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور بنجامين كان، من برنامج الذكاء الاصطناعي في الطب (AIM) التابع لـ Mass General Brigham، وأخصائي علاج الأورام بالإشعاع في معهد Dana-Farber ومستشفى بريغهام والنساء: «قد تساعد أداتنا في تحديد المرضى الذين ينبغي أن يتلقوا تدخلات علاجية متعددة، أو الذين يعدون مرشحين مثاليين للمشاركة في التجارب السريرية لاستراتيجيات علاجية مكثفة مثل العلاج المناعي أو إضافة العلاج الكيميائي».
وأضاف: «كما يمكن للأداة أن تسهم في تحديد المرضى الذين قد يستفيدون من تقليل شدة العلاج، مثل الاكتفاء بالجراحة وحدها».
تحديات علاج سرطان البلعوم الفموي
تُعد علاجات سرطان البلعوم الفموي، التي تشمل مزيجا من الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، مرهقة في كثير من الحالات، وقد تخلّف آثارا جانبية طويلة الأمد. لذلك، تبرز أهمية التمييز بين المرضى الذين قد يستفيدون من نهج علاجي أقل كثافة وآخرين يحتاجون إلى تصعيد علاجي.
ويعد تقييم وجود ما يعرف بالامتداد المرضي خارج العقدة اللمفاوية (ENE) أحد المفاتيح الأساسية في هذا السياق، إذ يحدث عندما تغزو الخلايا السرطانية ما وراء العقدة اللمفاوية إلى الأنسجة المحيطة. وحتى الآن، لا يمكن تأكيد وجود ENE بشكل قاطع إلا عبر الاستئصال الجراحي للعقد اللمفاوية وفحصها نسيجيا.
قد يهمك أيضا.. سرطان البنكرياس تحت عدسة الذكاء الاصطناعي
كيف تعمل أداة الذكاء الاصطناعي وأثرها
ولتوفير وسيلة لتقييم ENE قبل اتخاذ قرارات العلاج، طور الباحثون أداة ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل بيانات التصوير بالأشعة المقطعية، والتنبؤ بعدد العقد اللمفاوية المصابة بامتداد خارج العقدة، وهو عامل محوري في تقدير مسار المرض واحتمال استفادة المريض من العلاج المكثف.
وعند تطبيق الأداة على صور أشعة لـ 1,733 مريضا مصابا بسرطان البلعوم الفموي، نجحت في التنبؤ بانتشار السرطان غير المسيطر عليه وبانخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة. كما أسهم دمج تقييم الذكاء الاصطناعي مع مؤشرات الخطورة السريرية المعتمدة في تحسين تصنيف المخاطر، وتقديم تنبؤات أدق بشأن البقاء وانتشار المرض على مستوى المرضى الأفراد.
وقال كان: «تمكن أداة الذكاء الاصطناعي من التنبؤ بعدد العقد اللمفاوية المصابة بامتداد خارج العقدة، وهو أمر لم يكن ممكنا سابقا، وتظهر أنها مؤشر تنبؤي جديد وقوي لسرطان البلعوم الفموي، يمكن توظيفه لتحسين أنظمة تصنيف المراحل الحالية وتخطيط العلاج».
تمثل هذه الأداة خطوة نوعية نحو علاج أكثر تخصيصًا ودقة لمرضى سرطان الرأس والعنق، ما يفتح آفاقا جديدة لتحسين النتائج وتقليل الأعباء العلاجية غير الضرورية.
أسامة عثمان (أبوظبي)
إقرأ المزيد


