تحدى الشلل الدماغي وصنع المجد.. منصور النقبي يكتب قصته مع سلة الكراسي المتحركة
الإمارات اليوم -

لم تكن الإعاقة يوماً حاجزاً أمام الطموح، بل تحولت عند منصور النقبي إلى دافع لصناعة النجاح، بعدما تحدّى الشلل الدماغي، وانتقل من مقاعد المتابعة في نادي خورفكان إلى أحد أبرز لاعبي النادي ومنتخب الإمارات لكرة السلة على الكراسي المتحركة، في قصة ملهمة تؤكد أن الإرادة قادرة على صنع الأبطال وكتابة مسارات استثنائية في عالم الرياضة.

ونال منصور النقبي شرف حمل علم الإمارات في حفل افتتاح الألعاب البارالمبية الآسيوية للشباب «دبي 2025» التي أقيمت في ديسمبر الجاري.

وكشف منصور النقبي (22 سنة) عن بداية مسيرته مع الرياضة، وقال لـ«الإمارات اليوم» إنه كان يحرص يومياً على الحضور إلى نادي خورفكان لمتابعة شقيقيه خميس وحمد أثناء تدريباتهما مع فريق كرة السلة للأسوياء، موضحاً: «كنت أحب كرة السلة منذ الصغر، لكنها كانت بعيدة المنال بالنسبة لي، كوني من أصحاب الهمم، رغم أنها رياضة معروفة في مدينتنا، وكان إخوتي لاعبين مميزين فيها، إضافة إلى أن والدي كان لاعب كرة يد».

وأضاف: «حاولت كثيراً الانضمام إلى الفريق، لكنني لم أحصل على الموافقة، إلا أن إصراري على ممارسة الرياضة عموماً، وكرة السلة خصوصاً لم يتوقف، وتسلحت بالعزيمة للحفاظ على طموحي».

وأشار النقبي إلى أن نقطة التحول في مسيرته جاءت مع تشكيل فريق كرة السلة على الكراسي المتحركة في نادي خورفكان لأصحاب الهمم، تحت إشراف المدرب المصري خالد عبدالقادر عبدة، ومساعده جاسم الناعور، مؤكداً أن الدعم الكبير الذي وجده منهما أسهم في تطوره السريع حتى أصبح لاعباً في صفوف منتخب الإمارات، وقال: «أشعر بسعادة كبيرة لوجودي بين نخبة اللاعبين العرب في هذه الرياضة».

وكشف النقبي أنه تلقى دعوة للاحتراف في أحد الأندية الفرنسية لأصحاب الهمم والمشاركة في المسابقات الرسمية، إلا أن التجربة لم تكتمل بسبب تمسك نادي خورفكان باستمراره، إضافة إلى رغبة عائلته في بقائه قريباً منها.

وقال: «عوضت ذلك بالعمل والتدريب المكثف حتى وصلت إلى مستواي الفني الحالي».

وأكد النقبي أن مسيرته تمثل رسالة ملهمة لأصحاب الهمم، قائلاً: «الحياة لا تتوقف عند التحديات، والرياضة سلاح حقيقي لتخفيف المعاناة، والطريق إلى النجاح يبدأ من الصفر، فقد مررت بظروف صحية صعبة، لكن الرياضة ساعدتني على إكمال دراستي الثانوية، وأن أصبح لاعباً أساسياً في منتخب الإمارات، ولدي العديد من الإنجازات».

وأعرب منصور النقبي عن أمنيته في الحصول على فرصة عمل تساعده على الاستقرار، سواء بالقرب من مقر سكنه أو في أي مكان داخل الدولة، معرباً عن شكره لإدارة النادي، والدكتور لؤي علاي، ومدربيه خالد عبدالقادر وجاسم الناعور.

أصغر لاعب في الفريق

من جهته، قال مدربه خالد عبدالقادر لـ«الإمارات اليوم» إن الفريق تأسس عام 2014 دون صالة تدريب، وكان اللاعب منصور يتابع التدريبات من الخارج، ما عزز شغفه باللعبة، وأضاف: «تدرّج منصور في ممارسة كرة السلة حتى انضم رسمياً للمنتخب في عمر 16 عاماً، ليكون أصغر لاعب في صفوفه، متغلباً على تحديات كبيرة أبرزها الشلل الدماغي، وحرصنا على دعمه نفسياً ومعنوياً بشكل مستمر».

وأشار إلى أن اللاعب كان حريصاً على تطوير نفسه، حتى أثناء فترات السفر الطويلة للعلاج، حيث كان يواصل التدريبات بجهد ذاتي.

الانضباط والجدية

بدوره، أوضح مساعد المدرب جاسم الناعور، أن منصور يتميز بالانضباط والجدية، حيث يتدرب مرتين أو ثلاث مرات يومياً، بمساندة كبيرة من والده وشقيقيه خميس وحمد، كما كان يتدرب أحياناً مع فرق الأسوياء، رغم كونه من أصحاب الهمم.

وأضاف أن اللاعب حقق مع نادي خورفكان لأصحاب الهمم لقب الدوري لأربعة مواسم متتالية منذ عام 2021، إلى جانب المركز الثالث في بطولة غرب آسيا عام 2024، التي شارك فيها 10 منتخبات قوية، وكان منصور نجمها الأبرز، فضلاً عن تحقيق ذهبية غرب آسيا قبل عامين، وبرونزية بطولة الخليج.

منصور النقبي:

. الحياة لا تتوقف عند التحديات، والرياضة سلاح حقيقي لتخفيف المعاناة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App


إقرأ المزيد