- 11/11/2023 10:53:27 AM - GMT (+4 )
تنوعت اهتمامات الصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم، ما بين الأوضاع في غزة، وجهود الإمارات التي تركّز على تخفيف المعاناة الإنسانية لسكانها، وبين تطورات العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين التي تشهد حالة من الشد والجذب بين الحين والآخر تحكمها توازنات علاقات كل من البلدين على الساحة الدولية.
صحيفة "الاتحاد" أشارت إلى التقدير الذي يحظى به دور الإمارات في دعم جهود احتواء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وتداعياتها على المنطقة إثر استمرار التصعيد، حيث شكلت قاعدة رئيسية لانطلاق طائرات المساعدات الدولية، في الوقت الذي تواصل فيه الإمارات جهودها المكثفة داخل أروقة الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن الدولي، للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان "شراكة إنسانية"، إن دولة الإمارات تستنفر جهودها، وشراكاتها مع المنظمات الإنسانية الدولية، للحيلولة دون تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع، وتوفير الاحتياجات الأساسية والمستلزمات الصحية للمدنيين المتضررين، إضافة إلى تأكيد أهمية السماح للعاملين في المجال الإنساني بالتنقل، وعلى نحو آمن، لمساعدة المحتاجين، وتوفير الرعاية المطلوبة.
وذكرت الصحيفة أن الإمارات أرسلت إلى غزة 27 طائرة حتى الآن حملت تجهيزات المستشفى الميداني الإماراتي، في إطار عملية "الفارس الشهم 3" التي أطلقتها الدولة، وضمن جهودها للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين، ودعم المنظومة الصحية في القطاع، كما تتواصل حملة "تراحُم من أجل غزة" بتجميع المساعدات والاحتياجات اللازمة للمدنيين المتضررين، في ظل ظروف إنسانية صعبة يمرون بها جراء الحرب الدائرة هناك.
من جانبها قالت صحيفة "الخليج" إن صناع السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية بدأوا مقاربة جديدة في العلاقات مع الصين في محاولة لإبعادها عن روسيا، من خلال الحديث عن تحسين العلاقات معها، وعدم انتقال المنافسة إلى صراع، عبر لقاءات متعددة بين الطرفين، في محاولة لردم الهوة بينهما، على أمل أن يشكل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، والزعيم الصيني "شي جين بينغ"، في سان فرانسيسكو، على هامش قمة «آبيك»، نقلة نوعية في العلاقات.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان "غَزَل أمريكي ملغوم"، أن استراتيجية الأمن القومي الأمريكي التي أعلنها الرئيس بايدن، اعتبرت الصين "التحدي الأكبر للنظام العالمي"، وأنه يجب على الولايات المتحدة "الفوز في المنافسة مع بكين"، ولذلك عمدت إلى اتباع سياسة مواجهة واسعة معها، من خلال إقامة شبكة من التحالفات العسكرية، مثل "تحالف أيكوس"، وتحالف "كواد" مع دول جنوب شرق آسيا، بهدف محاصرة الصين، إضافة إلى فرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية والتكنولوجية عليها، لكن تعزيز التحالف بين الصين وروسيا بدأ يؤرّق الإدارة الأمريكية، خوفاً من تبعات ذلك على الحرب الأوكرانية.
ولفتت إلى أن الصين نجحت في تقديم نفسها للعالم كدولة تركز على التنمية العالمية، وتحديداً بالنسبة إلى الدول النامية، من خلال مشاريع عملاقة، مثل "الحزام والطريق"، وصندوق التنمية، وإقامة تحالفات مع العديد من الدول الصاعدة، مثل مجموعة "البريكس"، و"منظمة شنغهاي للتعاون"، وغيرهما، الأمر الذي أثار قلق واشنطن التي رأت أن الصين بدأت تنافسها في أكثر من ميدان، وقارّة، وتسعى لإعادة تشكيل نظام عالمي جديد، وتحديداً بعد أن بدأ التعاون الصيني - الروسي يأخذ أبعاداً جديدة، مع إعلان البلدين عزمهما على إقامة نظام عالمي جديد، أكثر عدلاً وإنسانية ومساواة، بدلاً من النظام الحالي القائم على الهيمنة، والتفرّد، والقوة.
وأشارت "الخليج إلى أن "بكين" تتطلع بدورها لتحسين العلاقات مع "واشنطن" على أساس المنافسة، لكنها لن تفرط في علاقاتها مع موسكو التي تشاركها الموقف في أكثر من قضية، كما أن حجم الخلافات مع واشنطن ليس هيّناً، خصوصاً تجاه مسألة تايوان، وبحر الصين الجنوبي، والتحالفات العسكرية الأمريكية، والعقوبات، مؤكدة في ختام افتتاحيتها أن "بكين لن تقع في الفخ، وأن علاقاتها مع واشنطن لن تكون على حساب موسكو".